فرنسا تقدم دعما جديدا للمشير خليفة حفتر
كشف تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة العرب اللندنية السبت عن دعم مادي وسياسي فرنسي جديد لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر.
وأشار التقرير إلى معلومات وردت للصحيفة ممن وصفها بمصادر سياسية مقربة من المشير خليفة حفتر، تبين تلقيه إشارات داعمة لتحرك الجيش الوطني المحتمل نحو العاصمة طرابلس لإنهاء الأوضاع الفوضوية فيها الناجمة عن سيطرة الميليشيات المسلحة المتحاربة فيما بينها.
وأضاف التقرير أن هذه الإشارات وصلت لقائد الجيش الوطني من مسؤولين فرنسيين التقى بهم في مدينة باليرمو خلال استضافتها لمؤتمر دولي بشأن ليبيا وعلى رأسهم وزير الخارجية “جان إيف لودريان” حيث ركزت اللقاءات في جانب منها على الأوضاع الصعبة التي تشهدها العاصمة طرابلس.
وأكد التقرير أن هذا الدعم المحتمل المشابه لذلك الذي قدمته فرنسا للمشير خليفة حفتر لطرد العناصر الإرهابية من مدينة درنة وملاحقة الموجود منها في جنوب ليبيا لاقى استحسانا لدى قائد الجيش الوطني وحفّزه على التفكير بجدية في إمكانية التحرك نحو العاصمة طرابلس وتوقيت هذا التحرك.
وتطرق التقرير إلى رؤية المشير خليفة حفتر التي صرح بها لأكثر من مرة المتعلقة بالتحرك العسكري لإنهاء الوجود الميليشاوي المسلح العابث بالعاصمة طرابلس بعد أن أعاق هذا الوجود مبادرات سياسية عدة لحل الأزمة الليبية ومثل تحديا كبيرا لتحركات الأمم المتحدة التي تصب في إطار تحقيق حالة من الاستقرار في مؤسسات الأمن.
وبين التقرير أن قائد الجيش الوطني بات على قناعة تامة بقدرته وحده دون منازع على معالجة الأوضاع المتردية في البلاد ما جعله يتراجع عن مبادرة مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية رغم وصولها إلى مراحل مهمة ليقينه التام بأن الجيش الوطني بوضعه الحالي موحد وجاهز لأي تحرك عسكري مهم.
وأفادت المصادر للعرب بمعلومات تؤكد طلب باريس من بعض قوى الإقليم الليبي دعم قائد الجيش الوطني في مساعيه لاستعادة العاصمة طرابلس عسكريا مبينة بأن هذه القوى تحفظت على الأمر مخافة فهمه على أنه انقلاب عسكري.
وأشارت المصادر إلى قيام فرنسا بتقديم مغريات عدّة للمشير خليفة حفتر لحثه على استعادة العاصمة طربلس من قبضة الميليشيات المسلحة وأبرزها مطالبتها برفع جزئي للحظر المفروض على توريد السلاح إلى ليبيا بهدف تعزيز قوات الجيش الوطني وتمكينها من الحركة بشكل أوسع لهزيمة المناوئين لها.
واستدركت المصادر بالتحذير من هذه المغريات التي قد تكون فخّا لاستدراج المشير خليفة حفتر إلى صراع عسكري مفتوح مع ميليشيات مسلحة قوية تقاتل وفقا لأسلوب حرب العصابات بهدف هز صورته أمام الشارع الليبي والحد من النفوذ القوي الذي يتمتع به لصالح المناوئين له بعد أن يتم إيقاع خسائر كبيرة في صفوف قوات الجيش الوطني.
وأضافت المصادر بأن هذا الأمر سوف يؤدي أيضا لخسارة جزء من المكاسب التي حصل عليها قائد الجيش الوطني وحدوث صدام مع الولايات المتحدة وإيطاليا بعد أن لان موقفهما منه مؤخرا مؤكدة بأن الفرنسيين يسعون أيضا لإجهاض النجاحات التي حققها الإيطاليون مؤخرا من خلال تنظيمهم لمؤتمر باليرمو الذي تمكن من خلاله الجانب الإيطالي من الإمساك بزمام الأزمة الليبية بالتنسيق مع قوى أخرى مؤثرة.
وفي السياق ذاتِه، أشار مراقبون إلى اصطدام الجهود الفرنسية بتأكيدات الجانب الأميركي المعلنة بشأن عدم حل الأزمة الليبية عسكريا أو من خلال حلول سياسية أحادية الجانب مع الإشارة إلى وجوب رفع الطاقة التصديرية للنفط الليبي لتعويض نظيره الإيراني المفقود نتيجة العقوبات المفروضة من قبل واشنطن ضد طهران.
وأعرب المراقبون عن مخاوفهم من إسهام المنافسة الفرنسية الإيطالية على الملف الليبي بتصعيد أكبر للأوضاع في ليبيا، وهو الأمر الذي قد ينعكس سلبا على الخطوات الأممية الرامية إلى عقد الملتقى الوطني الجامع مطلع العام المقبل.
وتناول تقرير صحيفة العرب اللندنية في جانب منه مسألة تحفظ بعض القوى على العلاقة المتنامية بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج مع الأتراك ناقلا عن ذات المصادر السياسية “المقربة” من المشير خليفة حفتر قولها بأنها تلقت توضيحات مباشرة بالخصوص من السراج على هامش مشاركته في مؤتمر باليرمو بيَّنَ خلالها اضطراره لتقوية هذه العلاقة بعد أن أغلقت العديد من الدول العربية أبوابها أمامه.
وأكدت المصادر بأن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أبدى استعداده للابتعاد عن الأتراك في حال نيله دعما سياسيا عربيا مبينة أن هذا الموقف حفز بعض الدول العربية على التفكير جديا في تغيير أسلوب تعاملها مع فائز السراج ومد جسور تواصل إيجابي معه.
وأشار التقرير إلى حصول السراج على تفهم كبير من المجتمع الدولي لاسيما خلال مؤتمر باليرمو الذي توافقت فيه دول هذا المجتمع على دعمه سياسيا لأنها ترى فيه خيارا مناسبا لعبور المرحلة الانتقالية وصولا إلى إجراء الانتخابات العامة في ليبيا.
وتطرق التقرير لمتابعة الولايات المتحدة تطورات الأزمة الليبية بشكل دقيق ومحاولاتها الرامية إلى منع حدوث انفلات أمني أكبر في ليبيا لأن ذلك قد يحول دون تسوية الأزمة بشكل يتلاءم مع المصالح الأميركية مؤكدا في سياق آخر أن قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر بات غير راض عن ارتباطاته التقليدية مع الدول الإقليمية ليميل إلى الاستفادة من علاقاته الجيدة مع موسكو للحصول على دعم أكبر منها إلا أن الروس لن يقدموا له ذلك دون التنسيق مع هذه الدول.