فرنسا تشتعل وماكرون لا يتراجع عن ضرائبه المثقلة لكاهل الفرنسيين
لليوم الثالث تتواصل الأوضاع المتوترة في فرنسا بعد اندلاع احتجاجات واسعة في العاصمة باريس نظّمها ذوو السترات الصفراء” لاسيما في شارع الشنزليزيه وعدد من المناطق الأخرى على خلفية قرارات اتخذتها حكومة الرئيس ايمانويل ماكرون تتعلق بفرض ضرائب على الوقود وأخرى ساهمت في تقليص قدرة الأسر الفرنسية على الإنفاق.
وهاجم آلاف المحتجين قوات الأمن وأَضرموا النيران في عدد من المواقع فيما استخدمت هذه القوات الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم وتصدت لهم بقسوة ما أسفر عن سقوط 24 جريحا بينهم 5 رجال أمن.
ولم تكتف قوات الأمن بذلك حيث اعتقلت نحو 130 محتجا وأخضعتهم للتحقيق لتتلقى الشكر من ماكرون على “شجاعتها وكفاءتها المهنية” في التعامل مع المحتجين.
وأضاف ماكرون في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن العار لحق بمن هاجموا قوات الأمن وأنه لا مجال للعنف في فرنسا.
من جانبه اتهم وزير الداخلية “كريستوف كاستانير” زعيمة جناح اليمين المتطرف “مارين لوبان” بتأجيج الاحتجاجات مؤكدا أن هذا الجناح كان محتشدا جدا في الشانزليزيه.
ويرى مراقبون أن الأمر المستغرب هو دعم حكام دول العالم الغربي ومنها فرنسا لانتفاضات الشعوب العربية خلال مرحلة الربيع العربي لاسيما في “ليبيا وتونس” وحقوقها في المطالبة بالحرية والعيش الرغيد ومطالبتهم رؤساء الأنظمة العربية بالتنحي عن السلطة وتلبية مطالب الشعوب فيما ينتهجون ذات سياسة هؤلاء الرؤساء ويقمعون المطالبين بالحرية وبتوفير ظروف المعيشة اللائقة ويتهمون اليمين المتطرف بتأجيج الناس وهو ذات ما يفعله رؤساء الأنظمة العربية الذين يتهمون المعارضة بتأجيج المواطنين ضدهم.
وفي ذات السياق كشف تقرير إخباري عن عزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معالجة الأوضاع المتوترة في البلاد بسبب الإجراءات الاقتصادية الحكومية الأخيرة.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة “جورنال دو ديمانش” الأسبوعية الفرنسية إلى أن ماكرون يبحث تشكيل فريق عمل لإعادة تقييم الأوضاع والآثار الاجتماعية المترتبة على قرارات حكومية تقضي بزيادة الضرائب المفروضة على وقود البنزين والديزل من دون التراجع عن فرضها رغم التظاهرات العنيفة التي شهدتها العاصمة باريس.
وأضاف التقرير نقلا عن مصدر مسؤول فضّل عدم ذكر اسمه أن فريق العمل الذي سيعلن قريبا عن تشكيله سيتفاوض مع النقابات والمزارعين الذين تم استبعادهم سابقا من المشاورات الرامية إلى إعادة صياغة سياسة الطاقة في البلاد على أن يضم الفريق في عضويته ممثلة فرنسا في محادثات باريس للتغير المناخي “لورانس توبيانا” ورئيس الفرع الفرنسي للصندوق العالمي للحياة البرية “باسكال كانفين”.
وفي معرض تعليقه على الاحتجاجات في فرنسا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة له على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي: “التظاهرات الكبرى والعنيفة في فرنسا لا تأخذ في الاعتبار إلى أي مدى عوملت الولايات المتحدة بشكل سيء من قبل الاتحاد الأوروبي حول التجارة أو حول نفقاتنا العادلة والمنطقية لضمان حمايتنا العسكرية.علينا معالجة هذين الموضوعين قريبا”.
ويرى المراقبون في تغريدة ترامب محاولة للضغط مجددا على ماكرون والاتحاد الأوروبي بسبب التجارة والنفقات العسكرية وذلك عبر إظهار الرئيس الأميركي لنظيره الفرنسي متابعته عن كثب للتظاهرات في فرنسا.