“فرعون روما” لم يعد خجولا وضعيف الشخصية
218TV.net مقال خاص
مهند نجم
فرعون مصر الصغير يكتب التاريخ، إذ يملك الرغبة الكبيرة بداخله التي تُغلّبه على العواقب، وقادته إلى التألق، وها هو يحقق حلمه، فبعد سماعي لمؤتمر مدير روما الرياضي “موتشي” وتلميحه برحيل مرتقب للاعب الأبرز هذا الموسم في الجيلاروسي بات واضحا لدى الجميع انتقال الفرعون لقلعة الأنفيلد رود بصفقة تعد الأغلى في تاريخ روما حيث تفوق صلاح على نجم يوفنتوس الحالي “ميراليم بيناتيش”.
“طريق المجتهد” محمد صلاح لم تكن سهلة بتاتا بالنظر لمشواره الذي إنطلق مع المقاولون العرب في مصر وجد بداخله الإمكانيات التى تؤهله للاحتراف، فلم يتردد وطرق أبواب بازل السويسري ومن هناك بدأت إمكانياته تظهر للعلن جذب أنظار الجميع عندما أحرج ليفربول في مباراة شهيرة وسجل في مرماه هدفين وأصبح الريدز يصارع تشيلسي على خدماته ليفوز بها الأخير ولأن سوء الطالع قد يلازم اللاعبين في بعض اختياراتهم كان ينتظر الفرعون مرض يسمى السبيشل وان “قاهر النجوم المواهب” جوزيه مورينو التعامل معه صعب بالنظر الى سيكلوجيته النفسية التي يعانى منها ومهمته التى أنجزها بنجاح عندما دمر “ريكاردو كاكا” مع ريال مدريد قبل سنوات.
وطلب “المترجم المدرب” من صلاح إثبات نفسه في ست مباريات فقط من اصل ثمانية وثلاثين طلب يعد صعبا على لاعب شاب يفتقد للكثير ويحتاج لعديد التحسينات، أيقن الجميع على نهاية موهبة “صلاح” مبكرا الى صلاح نفسه عندما برهن الشاب المصري على نفسه، وعاد إلى الواجهة من جديد مع فيورنتينا تحت إشراف الخبير “مونتيلا” ولعل ثنائيته في مرمى البيانكونيري بكأس إيطاليا علامة فارقة في مسيرته.
إبداع الفرعون داخل الملاعب الإيطالية نقله بسرعة الى العاصمة الإيطالية روما بجانب الأسطورة “فرنشيسكو توتي” وتحت ناظري “رودي جارسيا” مدرب روما في تلك الفترة لكن بلوغ صلاح لأعلى درجات التميز أتى مع “لوتشيانو سباليتي” الذي عرف كيف يجعل صلاح من لاعب يعتمد فقط على السرعة الى لاعب يجيد تأدية الدور التكتيكي والجماعي واستخدام السرعة في موعدها المحدد، وهو أمر كان ينقصه مع بازل وتشيلسي وفيورنتينا إضافة لإجتهاده وعقليته الاحترافية، ونضجه الكروي الذي يتطور من حين إلى آخر ليضرب لنا صلاح مثالا في الرغبة الجامحة في تحقيق هدف رسمه لنفسه منذ كان لاعبا هاويا في حواري مصر.