فجر ليبيا الذي سرق ثورتها
218TV.net خاص
عبدالوهاب قرينقو
في مثل هذا اليوم الثالث عشر من يوليو قبل ثلاث سنوات أطلقت مجموعات مسلحة من العاصمة طرابلس وأخرى من خارجها عملية حربية أخذت تعبير فجر ليبيا ككود عسكري لها –(مع أنها تفتقد لصفة النظامية)- استهدفت مطار طرابلس الدولي وخزانات النفط في الطريق المؤدية إليه وغير ذلك من أحداث واشتباكات عنيفة عقب انتقال مجلس النواب المُنتخب إلى مدينة طبرق كثاني كيان شرعي تشريعي ديموقراطي بعد ثورة فبراير اتفق عليه جميع الليبيين فيما عدا التيارات التي تريد حكم البلاد باسم الدين والدين منها براء .
وها هي طرابلس اليوم تلملم جراح المواطنين الذين تم ترويعهم مؤخراً في القره بوللي فيما تمر الذكرى الثالثة لعملية ما سُمي بهتاناً بفجر ليبيا سنة 2014، تلك العملية المسلحة التي تحولت إلى تحالف مجموعة ميليشيات إسلاموية انضمت اليها ميليشيات ثوروية وأخرى جهوية من خارج العاصمة ومن داخلها .
أجمعت أغلب التيارات الوطنية الليبية الحرة -التي تضع ليبيا في أولوياتها وانتمائها لها لا لقبيلة أو منطقة أوجهة – على أن حرب الفجر أو قسورة والمعروفة أيضاً بحرب المطار جاءت كرد فعل عنفي مسلح لا ديمقراطي، بعد الخسارة الفادحة لحركة الإخوان المسلمين ومن ساندها أو دار في فلكها من تيار الاسلام السياسي المتشدد في الفوز بانتخابات مجلس النواب وهي الضربة الثانية بعد خسارتهم لأول انتخابات في 2012 للمؤتمر الوطني .. متناسين أن التنافس السلمي هو مايصنع دولة الديمقراطية والقانون والعدل والمساواة –الموعودة- وليس القوة المحضة وفرض الرأي بقوة السلاح والعنجهية والعدوان والأطماع الجهوية والعرقية والفوقية والعبث الأيديولوجي والنعرات القبلية وكل الأمراض ونفس الأمراض التي عانت منها البلاد لعقود طويلة خلت “وكأنك يابوزيد ماغزيت” .
ولأن لكل حرب أو هجوم سبب أو ادعاء سبب فقد كانت الذريعة التي اتكأ عليها مشعلو حرب المطار هي مقاومة ماظنوا أنه ثورة مضادة ثم ما لبثوا أن ابتكروا أكثر من ذريعة: (استيلاء ثوار الزنتان على المطار) – (مازعموا أنه محاولة المشير حفتر للاستيلاء على الحكم) – (ما وصفوا به منطقة ورشفانة بالولاء للنظام). . . وإلى آخر الذرائع التي لم تقنع عموم الشعب .
ولازالت آثار تلك الحرب تظهر كل يوم في صور اصطفافات تزيد من الشرخ الليبي تعقيداً وعلى شكل اشتباكات في العاصمة وولاءات يتداخل السياسي فيها مع الحربي، والمليشياوي مع الاجرامي، والاسلاموي مع الإرهابي.