غياب الانضباط والتخطيط.. انهك حلم النصر وقتله
مهند نجم
قبل أن أخوض في التفاصيل فإنني أعترف بأن حلم مشجعي ولاعبي النصر لم يكن يستحق هذه النهاية ذكرتُ المناصرين قبل الرياضيين لأنهم كابدوا ألم غيابهم عن التدريبات وكانوا السلاح الذي تسلح له اللاعبون في أفريقيا رغم حرمانهم من المتابعة المباشرة لفريقهم من أرضية الملعب أسوة بباقي الأندية الليبية ليفقد الفريق أهم عنصر فعال يلعب دورا حاسما في البطولات الأفريقية.
عموما حتى لا تنطلق الكلمات المتكررة بأن النصر من الأساس قد عانى من توقف الدوري الممتاز وغياب رتم المباريات عن اللاعبين وغيره من هذه الأشياء فإنني سأقوم باستبعادها لأنها تتحول لفخر كبير أثناء الفوز، وتنطلق شعارات التهليل والفرح والحديث عن هذه المعجزة الكروية التي تضع الفريق الليبي من بين الأقوى في أفريقيا لأنه يصل لأدوار متقدمة مفتقدا للسالف ذكره.
النصر افتقد للتخطيط وهنا المقصد الأساسي هو تحديد الهدف من هذه المشاركة وفقا للإمكانيات المتاحة، فهل كان الغرض منها اكتشاف جيل جديد من الشبان.. أم هي مشاركة لأجل المشاركة فقط، وإن كانت الثانية فهي استنزفت جيوب إدارته وخزانة الدولة الليبية وأصابت مشجعيه في نهايتها بصدمة كبيرة عقب الخسارة أمام حسنية بخماسية، وحتى لا أبخس حق هذا الرجل كان الككلي يسعى في بعض الأحيان لوحده لإعطاء الفرصة للأسماء الشابة وتهيئتها للعب أدوار متقدمة أفريقيا؛ عموما التخطيط يأتي بالعمل الإداري المنظم فكان من المنطقي للإدارة أن تعقد قبل بدء هذه المشاركة مؤتمرا صحفيا صريحا مع جمهورها يوضح الهدف من التواجد في أفريقيا وسط عدة الظروف القاسية.
بالانتقال للنقطة الثانية التي شكلت علامة فارقة في ما حدث للفريق وخسارته الأخيرة؛ غاب الانضباط الإداري عن اللاعبين وبأمانة غاب أيضا اللاعب القائد الذي ترتكز وظيفته على حلحلة مشاكل الرياضيين وتقريب وجهات النظر عن خلاف يحدث بينهم وبين جهازهم الإداري، وشاهدنا حالات من التمرد أحيانا كمتابع تتساءل ان حجم الوعي الذي وصل إليه اللاعب الليبي فكانت النتيجة قاسية تساوي التوقف عن التدريبات في الأيام الماضية ببنغازي.
عموما الخسارة كانت واردة أمام فريق من بين أندية النخبة في المغرب فاللاعب والإداري والمشجع هناك يعرف مهامه جيدا وأتمنى أن يتم استثمار هذه المشاركات والإنجازات المؤقتة لتكون دائمة في المستقبل القريب، فالمشكلة في كرة القدم الليبية تجاوزت قصة اللعب خارج الأرض وافتقاد حافز الجمهور بل دخلنا لمشكلة جديدة تسمى أزمة الوعي لدى اللاعب وعدم القدرة على السيطرة لدى الإدارة والإداريين والجهاز الفني وغيرهم من مسؤولين.