“غول الضي”في ليبيا.. وسيلة ضغط “كل الأطراف”
218TV.net خاص
أحلام المهدي
صارت الكهرباء في السّنوات الأخيرة هاجسا لليبيين في كل الأحوال، فمن انقطعت عنه ينتظر بفارغ الصبر عودتها، ومن لم تنقطع عنه ينتظر بامتعاضٍ أن تفعل، حتى تحوّلت إلى ذراع أخطبوطية أخرى، تُحكِم الخِناق على أعناق الليبيين، ففي رمضان الماضي وصلت الأزمة حدّا لا يُطاق، مع وصول سفن الشحن المحملة بالمولدات الكهربائية من كل حدبٍ وصوب، لترسو في الموانئ الليبية، وتُغرِق ببضاعتها الأسواق، ومنها إلى البيوت والمزارع ليرتفع هديرُها في الشوارع والأزقّة، فيتندّر الليبيون على أصواتها التي ارتبطت في أذهانهم بحقبةٍ سيطر فيها العابثون على كل مقومات الحياة في البلاد.
فكُلّما اندلعت حربٌ في إحدى بقاع الوطن، وضع الجميع أيديهم على قلوبهم، لأن قذارة الحرب تجعل بعض المتصارعين لا يجدون حرجا في اللجوء إلى أسلاك الكهرباء ومحطّات التوليد، لترجيح كفة الحرب لصالحهم، فالكهرباء وسيلة ضغطٍ لا يُستهان بها، مارستها كل الأطراف تقريبا، إما على الأرض لكسب معركةٍ ما، أو في الصراعات السياسية لفرض رأي أو خطوة من أحد الأطراف، أو حتى على الصعيد الاقتصادي، إذ زادت هذه الأزمة من موارد التجار في بعض الصفقات المشبوهة لمولدات الكهرباء، ورغم التحسن الملحوظ في أزمة الكهرباء هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هذا الغول لازال يتربّص بالبسطاء، في ظلّ تخبّطٍ سياسي قد لا ينتهي قريبا.