غوقة لـ”البلاد”: “الخداع والغدر” أداة “الإسلام السياسي”
218TV|خاص
قال المحامي والحقوقي عبدالحفيظ غوقة إن إعلان التحرير قبل ثماني سنوات تعرض لظلم كبير، وخداع وغدر كبيرين من تيارات الإسلام السياسي التي رفضت ثلاث نقاط جوهرية كان سيتضمنها إعلان التحرير، إذ تشمل هذه النقاط بحسب غوقة الانتقال إلى المسار الديمقراطي وهو مسار يحرج تيارات الإسلام السياسي، وسعت إلى التآمر عليه مرارا في الاجتماعات الجانبية، فيما يشير غوقة إلى أنه من بين النقاط المحرجة لتيارات الإسلام السياسي تشكيل أجهزة أمنية وعسكرية تابعة للدولة، بعيدا عن فوضى السلاح وانتشاره بيد مسلحين لا ينتمون إلى الأجهزة الرسمية التي ستُشكّل.
وبحسب غوقة أيضا في مداخلة مع برنامج (البلاد) الذي بثته قناة (218TV) ليل الأربعاء، فإنه من بين النقاط الثلاث التي استفزت تيارات الإسلام السياسي، ودفعتها لرفض خطاب إعلان التحرير بصيغته التي تعرضت لظلم كبير، حيث جرى قطع متعمد للصوت عنه بمجرد بداية إلقاء الخطاب، فإن نقطة نبذ الغلو والتطرف والفوضى، وانتهاج مبادئ العدالة والمساواة هي من بين النقاط التي لم يكن ممكنا لتيارات الإسلام السياسي الموافقة عليها، إذ يلفت غوقة إلى أن تيارات الإسلام السياسي عام 2011 كانت تراوغ كثيرا في تبنيها للسياسات والقرارات، وأنها سعت للف والدوران على مضمونها، معتبرا أن “الخداع والغدر” تعتبر أداة أصبحت واضحة بيد جماعات الإسلام السياسي، لاسيما عام 2011.
صورة أرشيفية وحول تسرّع المجلس الانتقالي بـ”نفض يديه”، والمبادرة إلى انتخابات، يقول غوقة إن كثيرا من الليبيين، وبعضهم بضغط من تيارات الإسلام السياسي، كان يهاجمنا ويريد أن ننتقل سريعا إلى الانتخابات، وأن نسلم السلطة إلى جسم منتخب، فيما يستذكر غوقة بأن تيارات الإسلام السياسي كانت تضغط على المجلس الانتقالي لتسليم السلطة ونهاية دور المجلس بمجرد إعلان خطاب التحرير، رافضا اعتبار قرار المجلس بالانتقال إلى الانتخابات بأنه متسرّع، داعيا إلى اختبار الظروف الضاغطة والحساسة التي كانت سائدة في ليبيا وقتذاك وتحديدا في عامي 2011 و 2012، وكانت تضغط على أعضاء المجلس الانتقالي، معتبرا أنه لولا المطالبات الضاغطة لإنهاء دور المجلس الانتقالي فإنه كانت هناك خطط لتوسيع عضوية المجلس لتشمل كل المدن الليبية، وإعطائه دوراً إشرافياً إلى ما بعد انتخاب المؤتمر الوطني العام لمعالجة بعض الاختلالات.
وبخصوص إنهاء مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا، فقد لفت غوقة إلى أن المهمة انتهت في شهر ديسمبر من العام 2011، وهو العام الذي شهدت فيه ليبيا، وأيضا العام الذي يليه هدوءاً واستقراراً كانت تقطعه بين حين وآخر تجاوزات وخروقات من قبل تيارات الإسلام السياسي مثل مقتل القائد العسكري عبدالفتاح يونس، ورفض تلك التيارات للأجسام العسكرية والأمنية الرسمية، عدا عن الإخفاقات الكبيرة التي رافقت محاولات البناء تلك للأجهزة والمؤسسات
وحول الوضع الحالي في العاصمة طرابلس حيث تدور مواجهات عسكرية لتحرير طرابلس، قال غوقة إن انتصار الجيش الوطني على الإرهاب، وعلى فوضى السلاح في أيدي المجموعات المسلحة هو أمر حتمي بات وشيكا، وهو تحدٍ يعكس إرادة الليبيين في بناء دولتهم وطي صفحة الماضي، إذ يستذكر غوقة بأن الليبيين لم يكونوا يستطيعون التحرك في مدينة بنغازي بسبب فوضى السلاح، وانتشار المليشيات، والمجموعات الإرهابية قبل أن يتدخل الجيش ويحسم الأمور هنالك، لافتا إلى أن هذا الأمر سيتكرر قريبا في العاصمة.