غموض يكتنف مصير مئات الجنود المستسلمين في آزوفستال الأوكرانية
رسمت مشاهد استسلام مئات المقاتلين الأوكرانيين للقوات الروسية في مصنع آزوفستال للصلب خلال اليومين الماضيين، نهاية لأحد أشد وقائع الحصار تدميرًا خلال حرب روسيا في أوكرانيا، الأمر الذي يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بالإعلان عن نصر نادر في حملته المتعثرة، بعد مقاومة مستميتة على مدى أسابيع من قصف متواصل على مدينة ماريوبول، حولها إلى مدينة أشباح، وغادرت حافلات الجنود المصنع الذي شكل معقلا للمقاومين، في قوافل متتابعة ترافقها عربات مدرعة روسية.
ولم يتضح مصير هؤلاء المقاتلين بعد، وسط تصريحات متضاربة، ووقائع أشد غموضا، ففي حين أكد الكرملين أن بوتين ضمن شخصيًا أن يعامل الأسرى وفقا للمعايير الدولية، قال شهود إن سبع حافلات تقل مقاتلين أوكرانيين، وصلت إلى مستعمرة جنائية سابقة في بلدة أولينيفكا التي تسيطر عليها روسيا، وذكرت وكالة “تاس” أن لجنة روسية تعتزم استجواب الجنود الذين ينتمي معظمهم لكتيبة آزوف، في إطار تحقيق فيما تسميها موسكو “جرائم النظام الأوكراني”.
وتحدث الجانبان الروسي والأوكراني عن صفقة تتخلى بموجبها جميع القوات الأوكرانية عن مجمع آزوفستال، دون الإعلان بعد عن العديد من التفاصيل، ورغم إعلان وزارة الدفاع الروسية عن استسلام تسعمائة وتسعة وخمسين مسلحا من آزوفستال، بينهم ثمانون مصابا، فإنه لم يتضح بعد عدد المقاتلين الذين كانوا في الداخل، وما إذا كان قد تم الاتفاق على أي شكل من أشكال تبادل الأسرى.
وأكدت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار أن كييف لن تكشف عن عدد المقاتلين حتى يصبح الجميع بأمان، فيما نوهت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك بحرص بلادها على ترتيب مبادلة أسرى، خاصة للجرحى بمجرد استقرار حالتهم.
من جانبهم، أعرب عدد من عائلات الجنود عن أملهم بأن يكون هناك تبادل صادق، مبدين قلقهم من الأفعال الروسية التي وصفوها بغير الإنسانية، وهو قلق فاقمته تصريحات لنواب روس بارزين أعلنوا رفضهم أي تبادل للأسرى.
رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين وصف المقاتلين بالمجرمين النازيين، كما دعا النائب ليونيد سلوتسكي، وهو أحد المفاوضين الروس مع أوكرانيا، إلى إعدامهم. فيما أشار موقع وزارة العدل الروسية إلى أن مكتب المدعي العام طلب من المحكمة العليا التي من المقرر أن تنظر في القضية يوم السادس والعشرين من هذا الشهر، اعتبار كتيبة آزوف الأوكرانية “منظمة إرهابية”.