“عُرُم” الأزمات الدولية يحيل ذكرى “أيقونة الحرية”.. مروراً عابراً
218TV| خاص
أحلام المهدي
أن تختصر الحريةُ كلَّ معانيها في اسمٍ واحد، وأن تتجسد أحلامُ أمة في رجل، تتجلى شخصية ابن قبيلة الهاوسا “نيلسون مانديلا”، أيقونة الحرية التي رحلت عن هذا العالم قبل أربع سنوات من الآن، في غفلة من هذا العالم الغارق في الفوضى والصراعات حتى أذنيه، فيتكالب الحكام على الكراسي، يلتصقون بها وقد لا يغادرونها إلا إذا غادرت أرواحَهم الحياةُ، لكن مانديلا دون غيره، ناهض نظام الفصل العنصري في بلاده، وبدّد سنين طويلة من عمره في ظلمة السجن، لكنه خرج منه متسامحا مع أعدائه قبل أصدقائه، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، بعد انتخابه في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق في البلاد.
ترك مانديلا الانتقام جانبا، وركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري الذي كانت وقتها تتبناه مؤسسات الدولة، واستطاع بحكمته أن يعزز المصالحة العرقية بين الجميع في بلاده، وكما أطلق سراحُه بضغط دولي عام 1990، فإن الزعيم مانديلا شغل عدة مناصب إقليمية ودولية عكست الاحترام الذي يكنه العالم لهذا الرجل الحكيم، كما حاز على جائزة نوبل للسلام عام 1993،
وبعد سبعة وعشرين عاما قضاها مانديلا في سجن جزيرة روبن آيلاند وفي سجون أخرى، خرج ليكون رئيسا للبلاد بإرادة شعبه، ورحل عن السلطة قبل أن يرحل عن العالم عندما امتنع عن الترشح لولاية رئاسية ثانية، زاهدا في ما يتقاتل البعض لأجله، مراكما عمرا من العطاء والمجد الذي جعله يستحق مكانته في قلوب الملايين من عشاقه في كل العالم.