عين على “حيادية تونس” تجاه الملف الليبي
تقرير 218
“شعب واحد في دولتين”.. هكذا وصف الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي العلاقة بين ليبيا وتونس، فقد كان من بين أكثر القادة حرصاً على إنهاء الأزمة في ليبيا، وأكثرهم صدقاً في حياديته بين جميع الأطراف الليبية حتى آخر أيام حياته.
يتساءل مراقبون عن الدور المقبل لتونس تجاه ليبيا وأزمتها خاصة بعد رحيل “البجبوج”، كما يحب أبناء شعبه تسميته، ومدى إمكانية أن تبقى حيادية الدولة مع الرئيس المؤقت محمد الناصر رئيس مجلس النواب.
لطالما كان الدور التونسي في مرحلة السبسي واضحاً جداً من خلال جل المبادرات التي انعقدت في تونس، وهي الحل السياسي وجمع كل الأطراف على طاولة واحدة لتجنيب الليبيين والبلاد ويلات الحروب، وقطع الطريق على الإرهاب.
السبسي في القمة العربية قال وبوضوح إن ليبيا ملف حيوي بالنسبة لبلاده، وعندما انهارت الدولة في ليبيا تضررت تونس، مشددا دائما على ضرورة دفع الفرقاء إلى الحوار وأنه يرغب بعودة الدولة الليبية ويعمل من أجل ذلك، لكن عن طريق ليبي-ليبي ودون تدخلات خارجية، لأن هذه التدخلات هي التي عقدت الأوضاع.
كما أن الرئيس هو الذي دعا عبر بلاده إلى جمع تونس ومصر والجزائر في مبادرة ثلاثية من أجل تحقيق الاستقرار، فجمعهم على طاولة واحدة لأكثر من مرة ، لتفتح وفاة الرئيس الصادق أبواب التساؤل حول طبيعة تعاطي تونس مع الأزمة الليبية في قادم الأيام.