عن “ترامب الليبي” !
عبدالوهاب قرينقو
منذ صعود دونالد ترامب إلى سدة حكم البيت الأبيض في 2017 وأنظار الليبيين شاخصة إلى مآلات المواقف الأميركية للإدارة الجديدة آنذاك.
ترامب حينها لم ينحَ كثيراً عن مسار سلفه أوباما فالدخول للملف الليبي يتم بأدوات أخرى –دول وقوى أخرى-وغير منظور، مقتصراً على التسلل المعلن من نافذة مكافحة الإرهاب، فكان آخر عهد أوباما بالملف الليبي الدعم الأساسي لمعركة تحرير سرت من براثن داعش التي خاضتها برياً قوات ما كان يعرف بالبنيان المرصوص، فوفرت أميركا الغطاء الجوي واستثمرت حكومة السراج ذلك لصالحها، فيما خاض الجيش الوطني معركته ضد الإرهاب والمليشيات المتطرفة في بنغازي لأربعة سنوات دون أي دعم أميركي .
الأشهر الأخيرة شهدت ماراثوناً ليبياً نحو البيت الأبيض بزيارات متكررة لحكام طرابلس بعد أن استفزهم مجرد اتصال هاتفي بين ترامب وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر… وذات الأنظار تشخص اليوم نحو بلاد العم سام بعد أن أعلن ترامب انطلاق حملته لانتزاع فترة إضافية لحكم البلاد.
لا شك أن الملف الليبي ليس في مطلع أولويات المنظومة الأميركية، فالحالة المضطرمة في الشرق الأوسط من تصعيد مع إيران وحرب اليمن وما تبقى من أوضاع العراق وسوريا والشبح التركي، هي المحور، مع هذا يظل للملف الليبي ترتيباته أميركياً .
وفيما يعول الجيش الوطني على عقد التحالفات مع القوى الدولية الفاعلة – لتطهير ليبيا من أي قوة إرهابية أو مليشياوية – يصب حكام أبوستة وهوتيل ريكسوس جل اهتمامهم على صد الجيش بذريعة حماية دولة مدنية لم تولد بعد .. ولا يعتقد عاقل واحد في ليبيا أن تنولد على أيدي هكذا رموز تشرعن العصابة وتحارب المؤسسة الشرعية .
ترامب ليس ليبياً .. لكن بلاده تسيطر على هذا العالم .. شعبه لن يحتج بدعوى “لا للحرب ونعم للسلام” إلا حين يتدخل جيشهم على الأرض ويبدأ عداد القتلى في الحساب .. من هنا ، لا هو و لا سواه سيدخل برياً لحسم معركة تحرير ليبيا من فرسان النهب الممنهج وزعماء العصابات .
يظل لليبيين نظرتهم ويظل للإدارة الأميركية حساباتها بغض النظر عن الفائز في انتخابات العام المقبل.. ولكل حادث حديث.