عن تاورغاء وأهلها.. نهاية المأساة
218TV | خاص
ثلاثة أيام تفصل أهالي مدينة تاورغاء، عن الموعد الذي سيكون ميلادا جديدا لهم، وهو العودة إلى مدينتهم بعد أكثر من سبع سنوات من التهجير في المخيمات داخل وطنهم. وهذه الخطوة التي انتظرها أهالي المدينة المهجّرة لسنوات طويلة، جاءت بعد أن وعد المجلس الرئاسي بأن موعد العودة سيكون في شهر فبراير.
وعلى ضوء القرار الذي أصدره المجلس الرئاسي في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، والذي وصفه نشطاء بأنه سيكون بمثابة نقلة نوعية على الصعيد الإيجابي في ليبيا، توالت التصريحات داخل ليبيا، منها من رحّب بالقرار ومنها من تخوّف وطرح التساؤلات عن الاستعدادات الفعلية وأهمها الاستعداد الأمني لحماية العائدين إلى مدينتهم.
ولكن في مقابل هذا، كشف المجلس الرئاسي بعد إصداره القرار، عن لقاءات واجتماعات أمنية ولوجستية، عقدها مع حكومته، والجهات المحلية المعنية بمدينة تاورغاء، إضافة مع مؤسسات المجتمع المدني، لتهيئة المدينة وإعادة إحيائها بعد سنوات من شتات أهلها، وتُرجمت بعد ذلك، في زيارات ميدانية لوزراء الحكومة، ومنها وزارة التعليم والداخلية والحكم المحلي، التي تابعت الترتيبات التي من شأنها أن تكون بداية جديدة للمدينة التي يأمل أهلها بأن ينتهي الكابوس الأسود الذي جثم على صدروهم طيلة سنوات، لا يعرف تفاصيلها في ليبيا غيرهم.
وبالعودة إلى طرح الأسئلة التي يراها نشطاء في المجال الحقوقي، ذات أهمية كبرى، كان أهمّها، إذا كانت الدولة عجزت في السابق عن حماية المخيمات التي يقطنها أهالي تاورغاء في العاصمة، فكيف ستحمي الدولة المدينة بعد عودة أهلها؟، وحاول المجلس الرئاسي الإجابة عليه بشكل غير مباشر، تمثّل في قرار أصدرته وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، وحمل القرار رقم (4) لعام 2018، يقضي بإنشاء مديرية أمن تاورغاء، مشيرا في بنوده إلى أن الحدود الإدارية للمديرية ستكون بحدود المدينة كاملة.
ورُغمًا عن كل هذا، يبقى قرار عودة أهالي مدينة تاورغاء، إلى مدينتهم الحلم الذي طال انتظاره، والأكثر إيجابا بالنسبة لليبيين، الذين تنادت أصواتهم طيلة سنوات، مطالبين بعودة من هُجّر إلى مدينته، وخصوصا أهالي تاورغاء الذين لم تنطفئ أحلامهم ولم تنتهي.