عقوبات المهربين تشتد.. وأميركا تشارك
بعد يومين من فرض مجلس الأمن عقوبات على ليبيين متورطين في نشاطات تتضمن التهريب والاتجار بالبشر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية بدورها عقوبات على ذات الأسماء الواردة في التقرير الأممي للجنة العقوبات.
وشملت العقوبات الأميركية كلاً من أحمد الدباشي الشهير بـ”العمو”، مصعب أبوقرين، محمد كشلاف وعبد الرحمن الميلادي.
كما فرضت الوزارة عقوبات على كل فيتيوي إسماعيل عبد الرزاق، وإرمياس غيرماي، اللذان ذكر تقرير الأمم المتحدة أنهما من الجنسية الإريترية، بينما ذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن الأول يملك جنسية سودانية، والثاني يحمل جنسية إثيوبية، وتربطهما علاقة بإريتريا.
وقالت السفارة الأميركية في ليبيا إن العقوبات جاءت بسبب تهديد هؤلاء الأشخاص للأمن والاستقرار في ليبيا، مبينة أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية .
ونقلت السفارة عن وكيل وزارة الخزانة المعني بشؤون الإرهاب سيجال مانلكر أن الوزارة تتخذ إجراءات لمكافحة تهريب المهاجرين، وسوء المعاملة من قبل المجموعات المسلحة، مضيفاً أن “هذه المجموعات قامت بتعذيب وسرقة واستعباد المهاجرين، والولايات المتحدة تعتزم عزل هؤلاء الأفراد من النظام المالي الأمريكي”.
وكشفت السفارة أن إرمياس غيرماي، ترأس شبكة تهريب دولية، من شرق إفريقيا إلى أوروبا، عبر ليبيا، منذ 10 سنوات على الأقل، وكان غيرماي مسؤولا عن رحلة القارب الذي غرق فيه 366 في 3 أكتوبر 2013، واعترف بأنه لم يزود المهاجرين بسترات نجاة.
كما يقال إنه حجز مهاجرين في مستودعات، تعرضوا خلالها للتعذيب والابتزاز بشكل متكرر، لإجبارهم على دفع المزيد من الأموال، ويعيش غيرماي في ليبيا.
أما مصعب أبو قري، فقد وصفته السفارة بـ” الملك الليبي لتهريب المهاجرين”، وهو يلقب باسم “الدكتور”، وأعلنت السفارة أنه مسؤول عن تهريب 45 ألف شخص إلى أوروبا في عام 2015 فقط، واتهم باستخدام قوارب غير مناسبة لعبور البحر، ولا يمكنها أن تبحر أكثر من بضعة أميال قبالة الساحل.
أما محمد كشلاف قائد كتيبة النصر، فقد كشف البيان أنه كان يحتجز مهاجرين في مركز اعتقال في الزاوية، في أوضاع غير إنسانية، ونقص في الطعام واكتظاظ شديد، وبلا رعاية طبية، كما أن 4 مهاجرين قتلوا وجرح 20 آخرون عام 2016 عندما حاول المهاجرون الهرب، وأطلق عليهم الحراس النار.
أما عبد الرحمن الميلادي، قائد خفر السواحل في الزاوية، فقد شارك بشكل مباشر في إغراق قوارب المهاجرين بأسلحة نارية، وكانت بعض تلك الأعمال للقضاء على مهربين منافسين لكشلاف، كما صادرت قوته قوارب مهربين لم يقوموا بالدفع له.
وأيضاً نقلت القوة التابعة للميلادي مهاجرين انتشلتهم من البحر إلى مركز احتجاز تسيطر عليه كتيبة النصر، فضلاً عن تصوير أحد أفراد وحدة خفر السواحل وهو يجلد مهاجرين على زورق مطاطي.
أيضاً تحدثت السفارة عن فيتيوي عبد الرزاق، قائد واحدة من أكبر عمليات تهريب المهاجرين، وبينت أنه كون علاقات سياسية مع القوات المسيطرة على مراكز الاحتجاز التي تديرها الدولة الليبية، وكان يعمل في مسار تهريب يربط السودان وليبيا وأوروبا، كما يمتلك شبكة واسعة من الشركاء يقدمون الخدمات اللوجستية والمالية مثل غسل الأموال.
آخر المهربين وأشهرهم هو أحمد الدباشي، المعروف بـ”العمو”، وكان يقود واحدة من بين مجموعتين متمرستين في تهريب المهاجرين، وسرق العمو المهاجرين، واستعبدهم، قبل السماح لهم بالهجرة إلى إيطاليا، ووجدت غرفة عمليات محاربة داعش في صبراتة مجموعة من المهاجرين يعانون في مراكز احتجازه، بعد طرده من المدينة، كما قتل آخرون علقوا وسط النيران.
وجاءت العقوبات الأميركية من ضمن حزمة عقوبات شملت كذلك 3 مواطنين روس، و5 كيانات.
وكانت لجنة العقوبات في مجلس الأمن قد فرضت عقوبات على ذات الأسماء، شملت تجميد الأصول وحظر السفر.
وتبعتها في ذلك المملكة المتحدة التي فرضت عقوبات مشابهة، بسبب تورط المذكورين في نشاطات تهريب مهاجرين، ووقود ونفط.
وتعد هذه العقوبات سابقة بتسميتها قادة مجموعات مسلحة، فيما دعت جهات محلية على رأسها المؤسسة الوطنية للنفط، بتوسيع هذه العقوبات، لتشمل جميع المشاركين في تهريب النفط.