عشماوي يكسر ظهر الإرهاب في ليبيا
تقرير | 218
كان تاريخ الثامن من أكتوبر الماضي، تاريخا قاسيا على أطراف إسلامية داعمة للجماعات الإرهابية، بعد الإعلان رسميا إلقاء القبض على هشام عشماوي في درنة، أحد أبرز القيادات الإرهابية والتي وصفه خُبراء في مكافحة الإرهاب بأنه أحد أبرز أعمدة البنية التحتية للإرهاب في المنطقة، ما يعكس تراجع قوتهم التي كانوا يتباهون من خلالها في قتل الأبرياء وسفك الدماء أينما حلّوا.
إلقاء القبض على عشماوي ساهم في إغلاق باب الدعم والتمويل للإرهابيين، خصوصا بعد تحرير سرت وبنغازي واستعادة درنة، وهو الأمر الذي يكشف خفايا غائبة تحاول أيادٍ خفية عدم كشفها.
لكنّ الأمر بدأ سريعا ودون أي مُقدّمات، وكأن العام الماضي كان يُصفّي حساباته الكاملة وكان أثقلها مع الإسلام السياسي الذي أصبحت شعبيته في تراجع، خصوصا بعد حادثة الباخرة التركية التي لم تكشف نتائج التحقيق خفاياها بعد، وعودتها إلى المشهد العام في ليبيا بعد محاولة اغتيال لضابط التحقيق في قضية شحنة الأسلحة التركية التي ضبطت بميناء الخمس، النقيب طارق زريبيط.
أما التاريخ الذي كان أكثر انزعاجا من تاريخ عشماوي، هو الثالث من يناير في العام الجديد، حين أعلن مدير مكتب النائب العام الصديق الصور عن قائمة المطلوبين للعدالة وعلى رأسهم عبدالحكيم بلحاج بتهمة تمويل الإرهاب في ليبيا، إضافة إلى إبراهيم الجضران وشعبان هدية المعروف بـ”أبوعبيدة”.
إقليميا وفي دول الجوار، تراجع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق أخذ صداه لدى الإخوان المسلمين، تحديدا مع راشد الغنوشي الذي امتدح بشار الأسد بعدما كان يصفه بالطاغية قبل سنوات، وهو الأمر الذي ينذر بمرحلة جديدة في الأفق يحاول من خلالها الإسلام السياسي إعادة ترتيب نفسه وإيجاد موطئ قدم وهو يرى نفسه في آخر القوائم.