عراقيون يتحدون الألغام ويبحثون عن “الكمأة”
تحفر “زهرة بحير” بحرص في الأرض الرملية في العراق، وتستخرج الكمأة (الترافل) الصحراوية وتقول وهي تعرضها بين أصابعها الخشنة إنها خير من الله.
وأضافت المرأة البالغة من العمر 72 عاما لوكالة رويترز: “مطرت الدنيا طلع الفكع (الكمأة) صار رعد وكبكب. (طلع) الكمأ الي نبيعه والي نأكله نطبخه ونأكله وعد خير من الله واجد”.
وتتحدى زهرة قسوة الأحوال الجوية في صحراء جنوب العراق، وخطر الألغام الأرضية، وتمضي وعائلتها المكونة من سبعة أفراد أسابيع في البحث عن الكمأة الموسمية التي ظلت سبيلا للرزق ومصدرا للدخل على مدى أجيال.
يتحصل صيادو الكمأة، على ما يصل إلى سبعة دولارات مقابل الكيلوجرام الواحد هذا العام، وهو ثمن بخس عند مقارنته بالكمأة الأوروبية النادرة التي يمكن أن يصل سعر الكيلوجرام الواحد منها لمئات الدولارات أو أكثر.
وترافق ريام (خمس سنوات) جدتها، وهي تقلب الحجارة وتنقب في الأرض بيدين عاريتين، كي تتعلم المهارة وتتعود على أسلوب الحياة الصحراوية.
وأوضح والد ريام، محسن فرحان، الذي يحب الأسابيع التي يقضيها مع أسرته في خيمتهم بالصحراء للوكالة: “ماكو عماله (إذا لم يكن هناك عمل) مصدر الرزق الكما نجي للكما نستفاد من الكما خير من الله الكما خير من الله ينباع الكما الحمدالله والشكر تطلع تتعبلك ساعة …نتونس ونستفاد رزق من الله”.
وأعرب فرحان، عن خوفه من الذئاب والألغام “أخاف من الذياب، ذياب هنا هوايه متوفرة وثاني شي من تعبر منا إلى الشارع مكان ألغام أكو بيها كما وأكو بيها ألغام قبل فتره مات بيها واحد”.
ويعبر حسين أبو علي الصحراء بالسيارة من مدينة السماوة ليأخذ الكمأة إلى السوق.
وهناك يبيعها علي تاج الدين في مزاد.
ويختلف اسم الكمأة باختلاف الحجم واللون.
وأفاد أبو علي “هذا مخبوط وهاي برتقاله والأخضر نسميها رمانة مثل هاي نسميها رمانة”.
وقفزت الأسعار بسبب الندرة هذا العام. ويتم تصدير الكمأة التي لا تباع في الداخل إلى دول الخليج الأكثر ثراء.
لكن الزبائن في مطعم “بيت الحطب” في السماوة يستمتعون بتخصيص يوم للكمأة في الأسبوع.
وأوضح صاحب المطعم فواز حطب “نقليها أو نشويها، لكن الطبق المفضل هو الكمأة بالأرز”.