عدوى الاستهتار تُهدد الليبيين أكثر من كورونا
تقرير 218
منذ تسلله إلى البلاد، يكتب كل يوم في ليبيا فصل جديد من مأساة الاستهتار في التعامل مع وباء كورونا. الفيروس الأشرس منذ عقود طال مختلف دول العالم، إلا أن آثاره اختلفت بين دولة وأخرى بناء على وعي المجتمعات بخطره وجديتها في التعامل مع انتشاره.
في ليبيا، ورغم سقوط البلاد خلال وقت قياسي في شباك المرحلة الرابعة من انتشار الوباء، ما زال حديث الناس يدور بين مشكك ومؤكد لوجود الفيروس، لترد الصور ومقاطع الفيديو من أرض الواقع وتقول إن الخطر حقيقي، وإن الخيار الوحيد أمام الليبيين هو الاستفاقة من حالة الإنكار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أحد هذه المقاطع وثق مأساة المرضى من أمام العيادات المجمعة سرت وتحول الوضع فيها إلى كارثي بعد تسجيل ثاني حالة إصابة بكورونا. واستنفار الجهات المعنية واتفاقها على تفعيل حظر التجول التام وإقفال المحلات والأماكن العامة ابتداء من الثلاثاء.
ويظهر في الفيديو مواطنون يبحثون عن أطباء أو عناصر من اللجنة المكلفة بملف كورونا في المدينة، لكن دون جدوى، فيما يظهر في المقطع المُؤسف أحد المواطنين وهو يتحدث عن إسعافه لشقيقه وقيادته لسيارة الإسعاف بعدما لم يجد أحداً يُعينه على رعايته.
مشاهد تؤكد أن عدوى الاستهتار بالوباء باتت تهدد الوضع الصحي في ليبيا أكثر من كورونا نفسه، وتضع الليبيين من مواطنين عاديين وكوادر طبية ومسؤولين من لجنة مجابهة كورونا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما “انتشار أو انحسار”.