“عجز الرئاسي” يُثير غضب أهالي طرابلس
تقرير 218
يجد المواطن الليبي نفسه اليوم أمام عقبات كثيرة وثقيلة لا تحصى ولا تعد، أزمات حاصرت الحياة العامة وطغت على الأنفاس وكبلت سكان المدن والقرى والبلدات في بلاد تطفو فوق أجود أنواع الذهب الأسود وأكثرها وفرة به.
وعجزت الألسن في ليبيا عن سرد حكاية مرعبة، وجفت الأقلام عن كتابتها والعقول عن استيعابها وفهمها. حكاية كلها أضداد وجلها ولاءات، فكل الأزمات التقت في ليبيا لتشكل عبئا لم يستطع المواطن حمله، ولم تجد الحكومات المتعاقبة منذ سنوات أي حل وسط صراع بين مسؤوليها وسطوة مسلحين خارجين القانون.
لا كهرباء ولا قود، ولا مال، ولا أمن، ولا أمان، ولا دولة ذات سيادة توفر الحقوق، في ليبيا كل شيء ضد الحياة التي حلم بها أهلها، قتل وقتال، موت وخراب، وتهجير، وتسيب، وفساد في المال العام ونهب للثروات.
ويتداول اليوم نشطاء على الفيس بوك صورا لخروج جمع من الناس في العاصمة المنكوبة وهم غاضبون من تردي المعيشة التي حالت أسوار “بوستة” ومبنى “طريق السكة” بينها وبين المجلس الرئاسي المتعثر منذ أن رمت به فرقاطة على شواطئ المدنية، مرت على وجوده سنوات ولم يفلح في صنع ولو فارق بسيط عن سابقيه ممن ترأسوا البلاد.
سنوات لم يعرف المواطن فيها إلى أين يلجأ ولمن يلجأ، فإن حكى لجمت لسانه البنادق وإن سكت ضاعت منه حقوقه، وإن خرج في هذه الأيام لاحقه وباء كورونا من كل الاتجاهات، غير أن المسؤول الذي لم يهتم سوى بمنصبه لا يعرف أن الشعوب إذا غضبت لا تعرف لجلاديها حلما ولا رحمة.