عبد الجليل يفتح الدفاتر القديمة.. ويستذكر محطة “سيف القذافي”
استذكر رئيس المجلس الانتقالي السابق، المستشار مصطفى عبدالجليل، الأوضاع في ليبيا قبل الـ17 من فبراير 2011، والأحداث التي شهدتها فترة اندلاع الثورة إلى حين تسليم المجلس لمهامه في أول انتخابات منذ عام 1964.
وقال عبدالجليل في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” إن نجل القذافي سيف الإسلام “حاول إصلاح ما أفسده نظام والده، لكن معمر وأعوانه المقربين تصدوا له”.
وحول أسباب رفض هؤلاء الأعوان للإصلاح، قال المستشار مصطفى إن “سيف الإسلام كان قد مس مصالحهم في أكثر من خطاب، ونعتهم بـ(القطط السمان)، فوقفوا ضد الإصلاح المنشود”.
وأضاف رئيس المجلس الانتقالي السابق أن “الثورة التي قامت على معمر كانت ضرورية، ويكفي الليبيين شرفاً تخلصهم من نظام وظّف كل مقدراتهم لحركات التحرر في العالم، لكنه أهمل شعبه”.
وفتح عبدالجليل الدفاتر القديمة لمحاولات الانقلاب، منها الفردي ومنها شبه الجماعي، التي هزّت نظام القذافي في مراحل متفرقة من فترة حكمه التي استمرت لأكثر من 40 عاماً.
وقال: “لم تمض سنة 69 حتى تم تدبير انقلاب من وزيري الدفاع والداخلية ومن تبعهم، وبعد ذلك بأقل من سنة وقع انقلاب آخر دبرته قبيلة زوية، بالاتفاق مع قبيلة أولاد سليمان في سبها وبعض أتباع الملك السنوسي”.
وتابع حديثه قائلاً: “تلا ذلك ثورة عضوي مجلس قيادة الثورة عمر المحيشي وبشير هوادي، ثم دخول مجموعات من أنصار حركة إنقاذ ليبيا ووصولهم إلى معقل القذافي في باب العزيزية عام 1984 بالإضافة إلى حركات فردية لمحاولة اغتياله في بنغازي والشاطئ”.
وتطرق عبد الجليل إلى فترة تسلّم المجلس الانتقالي لزمام الأمور في البلاد، قائلاً إنه تمكّن من أداء مهامه في أصعب الأوقات التي مرت بها البلاد، وسلّم السلطة للجهات المنتخبة من الشعب في مشهد غاب عن ليبيا منذ نحو نصف قرن.
واستدرك رئيس المجلس الانتقالي السابق حديثه قائلاً : “في تلك الأثناء كشفت التيارات المتطرفة عن نواياها، وبدأت حملة اغتيالات طالت رجال الجيش، بداية من اللواء عبد الفتاح يونس مروراً بأكثر من 50 ضابطاً ثم رجال القضاء، حيث اغتيل النائب العام وأكثر من 6 مستشارين، وأكثر من 10 إعلاميين وإعلاميات، ومن هنا تحرك الجيش لرد كرامة الليبيين”.
وعبر عبد الجليل عن تفاؤله بمُستقبل البلاد، مؤكداً أن ليبيا ستتعافى وستُودّع الظروف التي لحقت بها بسبب الأطراف المؤدلجة، وستشهد ازدهاراً كبيراً، وأن الوضع الراهن لن يستمر.
واختتم عبد الجليل حديثه مع الصحيفة قائلاً: “ها هو الجيش الوطني يحاول الوصول إلى طرابلس الواقعة تحت سيطرة الخارجين عن القانون، الذين فرضوا سطوتهم على كل شيء في العاصمة وما جاورها”.