عام على رحيل “جبريل”
في الخامس من أبريل 2020؛ غيّب الموت رئيس تحالف القوى الوطنية والمدير التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي السابق، الدكتور محمود جبريل.
اليوم، يستحضر كلّ من يعرف الرجل، الذكرى الأولى لوفاته بعد صراع مع فيروس “كورونا” في العاصمة المصرية القاهرة، ويستحضر معها أيضًا مواقفه التي دأب على إبرازها طيلة مسيرته المليئة بالرؤى تجاه مستقبل ليبيا.
68 عامًا؛ عاشها “جبريل”، وقدّم خلالها الكثير، وذاع صيته على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية، حاملاً معه أفكاره التي أحدثت تغييرًا تنموياً واضح المعالم.
لم يكن تدرج جبريل، منذ سبعينيات القرن الماضي، في يسلم السياسية والاقتصاد بحصوله على مؤهلات علمية عالية في جامعات عربية ودولية فقط، بل أحدث نقلةً كبيرةً في تغيير مفاهيم كثيرة، وتطبيقها على أرض الواقع.
كان الراحل محمود جبريل شاهدًا على ثورة فبراير منذ بدايتها، مواكبًا لتفاصيلها، ليُصبح، حينها، من أبرز الشخصيات التي ساعدت في اكتمال هوية الثورة، ولفت أنظار العالم إليها، تواصل مع رؤساء دول عظمى وساهم في الحصول على اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي شغل فيه منصب رئيس المكتب التنفيذي.
بعد نجاح ثورة فبراير؛ أسّس جبريل حزب تحالف القوى الوطنية ودخل به أول سباق انتخابي بعد 2011، وقدّم حزبه رؤيةً مختلفةً للنهوض بالبلاد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، فحاز اهتمام شعبي ومتابعة عالمية.
رفع شعار السلام، ووظّف جلّ وقته في حلّ أزمة ليبيا، ووضع ملف المصالحة نصب عينيه، وبقي على هذا المبدأ إلى أن غاب عن الحياة، تاركاً أحلامه وطموحاته في بناء ليبيا الدولة لمن ورثوا عنه منهجه في التغيير نحو الأفضل.