“ظهور غامض” لـ”الهدف الذهبي” في مونديالين فقط. لماذا؟
218 | خاص
قبل نحو عامين من انطلاق منافسات نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا عام 1998 قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تطبيق قاعدة “الهدف الذهبي” في البطولات القارية والعالمية التي تخضع لإشراف واعتماد “فيفا”، وهي قاعدة غامضة أثارت على حد السواء “التأييد والرفض” بين عُشّاق “الساحرة المستديرة”، وهي قاعدة تُنْهي المباراة فورا في أي لحظة يُسجّل فيها أي طرف في المباراة هدفا في الأشواط الإضافية بالمباريات التي تتطلب خروج المغلوب، لكن أول ظهور لهذه القاعدة على صعيد المونديال كان في مونديال فرنسا للمرة الأولى.
تبارى أصحاب الرأي المؤيد والرأي المعارض لهذه القاعدة، وحشد كل طرف حججه وآرائه لـ”تثبيت وألغاء” هذه القاعدة، فأصحاب الرأي المؤيد قالوا إن القاعدة تنطوي على إثارة من نوع خاص، وأنها تعطي نكهة أخرى للمباريات المثيرة، والتي فيها ندية بين منتخبات كبيرة، وهي أفضل بكثير من الوصول إلى “ركلات الحظ”، لكن أصحاب الرأي المعارض اعتبروا هذه القاعدة بأنها “قاتلة للمتعة”، وأنها تحرم مئات الملايين من عُشّاق متعة كرة القدم من أن يصلوا إلى المتعة الطبيعية لمباراة عادية، إذ يعتقد أصحاب هذا الرأي أيضا بأن “الهدف الذهبي” ليس سوى قاعدة ظالمة، فكثير من الأهداف الذهبية سُجّلت خلافا لمجريات المباراة.
بعد مونديال عام 2002 الذي استضافته على نحو مزدوج كوريا الجنوبية واليابان، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم التراجع عن تطبيق قاعدة الهدف الذهبي، إذ لم يعد معمولا بها بسبب الاعتراضات الكبيرة، لكن “فيفا” لم يقل أساسا سبب التراجع، مثلما كان تطبيق هذه القاعدة هو أمر غامض تماما، فالقاعدة بحسبب محللين موثوقين هي أقرب إلى “رصاصة طائشة” يمكن أن تصيب اللعبة الأشهر عالميا بمقتل، إذ ساهمت هذه القاعدة في سقوط منتخبات عريقة أمام منتخبات مغمورة، فقط لأنها سجّلت هدفا قاتلا مستغلة “القاعدة القاتلة”، لذا فإن “الهدف الذهبي” لم يحظى بـ”أسى كبير” مع وقف تطبيقها في البطولات العالمية اعتبارا من عام 2004.