“ظلم ذوي القربى”.. حين تنهمر دموع “الأطفال الرجال”
218TV|خاص
ب”بشرة سمراء” أرهقها “غبار الانتظار”، وب”خطاب رجولي” صادر عن “براءة فتى صغير”، يتقدم طفل ليبي من كاميرا قناة (218) ليلقي خطابا طفوليا مؤثرا، بدا جامعا ل”الوجع الليبي”، ومُلخّصا “خيبة الأمل” ببضعة كلمات وربما دموع أكثر، بدأت تتجمع في عينيه المصابتين ب”خيبة أمل كبيرة” حينما نطق “كان بتحسبوها عنصرية والله الواحد يسيبها بكل ليبيا”، فيما بدا “الرجل الطفل” أكثر خيبة وهو يسأل عمن تخلوا عنه من عموم الليبيين، مُصوّبا “غضبه الطفولي” نحو رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، متسائلا إذا كانت السلطات الرسمية والبعثة الأممية قادرة على حل “المأساة المُتمددة”.
اضطر “الطفل الرجل” في ثوانٍ قليلة لتذكير مشاهدي مقطع الفيديو أكثر من مرة بأنه “ليبي”، تاركا الصمت والدموع والعيون المفتوحة على “الدهشة” لتقول الكثير الكثير، عن مأساة طفل استعاد ضمنا قول الشاعر “.. وفي صمته بلاغة أقوى من كل الكلام”، محاولا أن يُذكّر الليبيين ب”الظلم” في “العهد السابق”، قبل أن يضطر لتخيير الليبيين بين “دولة” أو “زي زمان”، وكأن الكلام الذي تركه مغروزا بين السطور يشي بأن ليبيا الجديدة يجب أن تتسع لكل الليبيين.
ب”دموع سخية” سالت على “الخد الأسمر”، وبكلمات منتقاة قال الطفل المجهول ما لم يقله كل عناصر الطبقة السياسية “المشلولة” في ليبيا، وهو الذي ربما يكون قد هجر مقعد الدراسة بفعل “ظلم ذوي القربى”، لكن هذا الطفل ارتقى فوق جرحه، فظهر ب”عُمْر” أكبر بكثير من عُمْره الحقيقي، فقد أنضجه “الظلم والوجع”، ودفعه ل”تلخيص الموقف” بأقل عدد من الكلمات، متحدثا عن غياب مؤسسات المجتمع المدني التي تناسلت في السنوات الأخير بلا “بركة أو حضور أو فعل حقيقي”.
بكلمات مهذبة ومنتقاة لم يلقنه إياها أحد، وثقافة عالية ل”طبيعة المحنة” وفّرها الوجع، ورسّخها الحرمان، انحاز الطفل الرجل إلى ليبيا “الوطن والأم والحاضنة”، ومن علامات الأمل بالجيل المقبل أنه رغم كل المحن والوجع وسائر أنواع القسوة إلا أن ليبيا ظلت حاضرة في وعي هذا الطفل، إذ لم يكن بُدّا أمامه سوى الاستعانة ب”حسبي الله ونعم الوكيل” في وجه طبقة سياسية بات واضحا أنها لا تخاف من الله، فيما يختتم “الطفل الرجل” مقطع الفيديو الذي يستحق أن يدخل التاريخ ب”شهقة وجع”.