طيارون أميركيون يُعيدون “لوكربي” للمحاكم من أجل “التعويض”
عادت قضية تفجير لوكربي إلى المحاكم، بعد أن سبق تسويتها بتقديم ليبيا تعويضات بقيمة مليار ونصف دولار أميركي لعائلات الضحايا المُقدّر عددهم ب 270 ممن كانوا على متنها وآخرين، حيث اجتمع عشرات الطيارين الذين كانوا يعملون في شركة “بان أميركان” في المحكمة الفيدرالية في واشنطن الأربعاء الماضي، مطالبين بتعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم جراء إغلاق شركة الطيران عقب ثلاث سنوات من الحادثة.
يرى محامي الطيّارين أنّ الشركة لم تكن لتعلن إفلاسها لولا التفجير الإرهابي الذي طال الرحلة 103، والذي أدى إلى فقدانهم لوظائفهم ليجدوا أنفسهم على قارعة الطريق دون رواتب تقاعدية أو تأمين صحي عام 1991، فيما أبدى عضوان من لجنة تسوية المطالبات الخارجية رفضًا مبدئيًا لالتماسهم، إذ يريان أنّه لا حقّ لهم أبدًا.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتقدّم فيها الطيّارون بطلب تعويضات، إذ سبق ورفعت شركة التأمين أبوت و49 طيّارًا وعاملون في الخطوط الجوية “بان أم” قضية على الدولة الليبية عام 1994 أمام المحكمة الفدرالية مطالبين بتعويضهم زاعمين أنّ التفجير كان سببًا في انهيار الشركة، غير أنّ القضية رُفضت لأسباب تتعلق بالحصانة السيادية عام 1995.
كما سبق وأن قاضت “بان أميركان” ليبيا لنفس الأسباب، غير أن القضية تمّ تسويتها عام 2005 حيث تقاضى موظفوها حوالي 5 إلى 6 بالمائة مما كانوا يتقاضونه عند إغلاق الشركة. طالبت مجموعة أبوت بالتعويضات مرة أخرى في عام 2008، لكنّ طلبها لم يحظ بموافقة اللجنة حتى عام 2013، حيث طالب كل طيّار بتعويضات تشمل كل سنة منذ عام 1991 إلى سنّ بلوغهم التقاعد في حال لم تُغلق الشركة أبوابها.
ومن الجدير بالذكر أنّ ليبيا سبق وأن وافقت على دفع تعويضات للضحايا الأميركيين بعد مفاوضات مع الولايات المتحدة بهدف التخلي عن أسلحة الدمار الشامل، على أن تدفع الولايات المتحدة 300 مليون دولار أميركي لضحايا الغارة الجوية الأميركية على طرابلس. بحلول عام 2008 كانت ليبيا قد دفعت مليون ونصف دولار أميركي لضحايا لوكربي وتفجير مرقص برلين عام 1986 الذي كان معظم ضحاياه من العسكريين الأميركيين.