طرابلس و نخب البلاد الغائبة !
عبدالوهاب قرينقو
فيما تتواصل المعارك العبثية – المحيلة إلى تقويض أمن عاصمة البلاد – يختفي المسؤول و الحزبي و الحقوقي وكل من يُفترض أن يكون دوره فاعلاً في إنقاذ العاصمة و وضع حد للتشكيلات المسلحة لا في طرابلس وحدها بل ومجمل التراب الليبي.
طرابلس الجريحة في واد و الشخصيات و النخب السياسية من تشريعية و تنفيذية وحزبية في واد آخر، اللعب بورقة انتظار المنتصر و تسخير ما يحدث من صراع لتشويه الخصم السياسي المقابل .
باستثناء بعض الكتاب و المدونين أو المحللين المتناثرين على القنوات تغيب –تقريباً- كل النخب الفاعلة في المشهد أو من يفترض أن تكون كذلك .
حزب العدالة والبناء غاب وغاب رئيسه محمد صوان فاكتفى الحزب الممثل لحركة الاخوان بمجرد بيان متقتضب لإدانة الاضطراب الأمني الأخير، إدانة كما يفعل الجميع من تسجيل موقف في انتظار هدوء العاصفة .
حينما كان الجيش الوطني يدك معاقل الارهاب في بنغازي كانت بيانات الإخوان وتيارات أخرى موازية نارية تصف كفاح الجيش بـ (جرائم الحرب) !.
قوى التحالف الوطني برئيسها محمود جبريل وكل الكتل المشابهة للحزب ليسوا أفضل حالاً فكان التركيز أكثر على عودة حراك الشارع السلمي ما يعني الانشغال بالسياسي دون إبداء الرأي الصريح في ميدان الصراع المسلح الذي يعبث بحياة الآمنين في عاصمة البلاد.
عبدالرحمن شلقم الدبلوماسي والكاتب اكتفى ببوست غزلي و ما يُشبه الرثاء، أما جمعة عتيقة الحقوقي والنائب الأسبق لرئيس المؤتمر الوطني فتوافق مع إعلان البعثة الأممية عن أسماء الجناة و أدان بشكل واضح صلاح بادي ومن على شاكلته.
بقية الأحزاب والتيارات وحتى المجلسين الدولة والبرلمان وحكومة الثني فإن تصنيف مواقفها كالضرب في الميت ، حرام ! .. وكلها شخوص وأجساد تركت كل أمر العاصمة و أزمة البلاد لتدخلات العالم، البريء منها والمريب .