طرابلس.. جريمة جديدة تُكتب بدماء المُهاجرين
تقرير 218
لم تكن حادثة استهداف مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء الأيام الماضية وليدة اللحظة، بل جاءت بعد أشهر من التحذيرات المتتالية من استغلال المهاجرين في أعمال عدائية وتجنيدهم للقتال، وتوظيف مراكز الإيواء كأماكن لتخزين الذخائر وصف الآليات العسكرية.
ولكن حتى مع وجود فرضية استعمال المركز في مهام عسكرية أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن حراس المركز قاموا بإطلاق الرصاص على المهاجرين الفارين من موقع القصف، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة تبرز فيها أطراف تحاول استثمار المهاجرين لتحقيق تعاطف دولي في شكل من أشكال الإتجار بالبشر مستهينة بأرواحهم.
واقعة إطلاق الرصاص إن صحت فهي تطرح احتمالات جديدة بأن يكون القصف متعمدا من قوات تابعة للوفاق لتظهر الجيش الوطني بمظهر المعتدي الغاشم، فإطلاق الرصاص من الحراس بهدف زيادة عدد الضحايا يشير إلى سوء نية مبيت وتخطيط مسبق.
جريمة أخرى كتبت حروفها بدماء مهاجرين فارين من بلدانهم هربا من الموت، ليساق الموت إليهم في مأواهم بل سلبتهم وحشية الحرب حقهم في أن يضم أجسادهم قبر بعد أن تفرقت أشلاؤهم في أرجاء المكان، لتكون دمائهم شاهدة على انعدام أخلاق الحرب في زمن باتت فيه الدماء رخيصة لتحقيق المطامع السياسية.