طرابلس تعيش ليلة استثنائية ومواقف رسمية “ضبابية”
خرجت الأحد مظاهرات حاشدة في طرابلس استجابة لدعوات الخروج يوم 23 من أغسطس، قوبلت بإطلاق النار من قبل مسلحين ما أدى إلى تصاعد الأحداث وخروجها عن السيطرة.
وتحولت المظاهرات السلمية إلى مأساة، أوقعت جرحى ومصابين بين شباب مدنيين متظاهرين مطالبين بأبسط مقومات العيش، ومطالبين برابط يربطهم ببلدهم التي تباعدت عنهم حتى صاروا يفكرون جدياً في تركها للفاسدين والسُرَّاق، فيما غابت البيانات الرسمية التي تفسر ما حدث، وسط تعالي أصوات تطالب بحماية المدنيين وصون حقهم في التظاهر السلمي.
وبدأت التظاهرات بحشد على الفيسبوك، واختار المنظمون الـ 23 موعداً للانطلاق في كامل المنطقة الغربية، وبالفعل تحرك المتظاهرون في الزاوية وفي صرمان ليلتحق بهم المتظاهرون في طرابلس الذين كانوا سلميين جداً وظلوا كذلك يهتفون بشعاراتهم إلى أن بدأت المشاحنات داخل ميدان الشهداء بحضور مسلحين غاضبين لم يرضوا عن أهداف الحراك وشعاراته المرفوعة خصوصاً تلك المتعلقة بالمرتزقة السوريين وبالتدخل العسكري التركي في ليبيا .
وأظهرت عشرات مقاطع الفيديو كيف تعرض المتظاهرون للرصاص الحي وهم رافعين الأعلام البيضاء، وكشف شهود عيان تواصلت معهم 218، عن إطلاق النار من قبل مسلحين تابعين لأجهزة أمنية، واستحضر الليبيون عامةً وسكان طرابلس خاصة لحظة من لحظات تاريخهم الدامي حين فقدوا في يوم غرغور أكثر من خمسين شخصاً خرجوا ضد الميليشيات المسلحة في تلك الفترة.
وبعد إطلاق الرصاص الحي أخذت الأمور منعرجاً آخر وخرجت تماما هذه المظاهرات عن السيطرة، فشرع الشباب من سكان طرابلس في حرق الإطارات وإغلاق الشوارع الرئيسية في أكثر من منطقة، من فشلوم ـ إلى شارع النصر، إلى الدريبي، إلى قرجي، إلى غوط الشعال معبرين عن رفضهم، وباعثين بذلك رسالة تعكس إصرارهم على الوقوف ضد من أطلق النار على المتظاهرين العزّل فقتل منهم وجرح، وهم في واقع الأمر لم يطلبوا شيئاً سوى بلد خال من الفساد والسلاح والميليشيات.