طرابلس.. الاشتباكات تدخل أسبوعها الثاني
تعيش طرابلس منذ 8 أيام أوضاعاً لا شيء فيها غير قعقعة السلاح، غير أزيز الطائرات وفرقعات المدافع، ثمانية أيام من القتال الذي تدور رحاه منذ الرابع من أبريل بعد أن أعلن المشير خليفة حفتر عملة تحرير طرابلس، الإعلان الذين قابلته الوفاق والمجموعات التي معها والمجموعات التي تناوئها بالرفض وواجهوا تقدم الجيش بوضوح.
حرب ضروس تشهدها محاور القتال في وادي الربيع وعين زارة وخلة الفرجان وأحيانا في محور معسكر اليرموك في صلاح الدين فضلاً عن محور السواني. كلها محاور شرسة تشهد قتالا عنيفاً يخلف عشرات القتلى من الطرفين ومئات النازحين وعشرات البيوت المهدمة.
غلبة الحرب لمن يملك العدة والعتاد، وفي حرب طرابلس الطرفان، سواء الجيش الوطني أو المجموعات المتحالفة مع بعضها، مستعدان لخوض حرب شرسة مع الاحتفاظ بحقيقة الميدان التي تقول إن الجيش الوطني يحرز تقدمات بالأخص في جبهة الجنوب الغربي من ناحية الجبل حيث تتقدم قوات اللواء 106 بثبات.
حرب طرابلس بحسب مراقبين ستكون هي الحرب التي ستحدد ملامح الطرف الغالب والذي ستكون بيده مقاليد الحكم في المرحلة المقبلة لكن الخوف كل الخوف من أن تكون الحربُ ناراً تصلي مزيداً من أجساد المواطنين.
عشرات القتلى ومئات الجرحى
منظمة الصحة العالمية من جانبها، أعلنت مقتل 75 شخصا وإصابة 323 آخرين جراء الاشتباكات، كما أبدت تخوّفها من تفشي الأمراض المعدية بسبب المياه غير النظيفة وفرار السكان من طرابلس.
وتحدثت مصادر طبية من داخل طرابلس عن وصول أشلاء تعود لضحايا مدنيين علقوا بمناطق الاشتباكات إلى مُستشفيات طرابلس.
مخاوف من “كارثة إنسانية”
وحول الأوضاع الإنسانية بالمناطق الواقعة تحت وطأة الاشتباكات، كشفت منظمة الصحة العالمية أنها شهدت حتى الآن نزوح نحو 6000 شخص من القتال الدائر داخلها، مُبيّنة أنها سلمت مستشفيات المنطقة مستلزمات إسعاف وأدوية تكفي لتقديم الخدمات الطارئة لفترة وجيزة تُقارب الأسبوعين.
ومن جانبه، قال ممثل اليونيسيف الخاص في ليبيا عبدالرحمن غندور إن حوالي نصف مليون طفل إضافة لعشرات الآلاف من المناطق الغربية في ليبيا معرضون للخطر المباشر بسبب التصعيد العسكري، مُحذراً من ارتكاب خروقات خطيرة ضدهم بما في ذلك التجنيد والاستخدام في القتال.
“الكهرباء تستغيث”
نشرت الشركة العامة للكهرباء صوراً للإصابات الخطيرة التي تعرضت لها مُكونات الشبكة العامة بمناطق الاشتباكات وأظهرت الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها محطات وخطوط تتبع الشبكة الكهربائية جراء القذائف العشوائية.
وانقطعت إمدادات التيار الكهربائي عن عدد كبير من المناطق الواقعة جنوبي العاصمة خلال الأيام الماضية بسبب الإصابات المُتكررة التي تعرضت لها الشبكة أثناء القتال المُسلح.
النفط مُهدّد أيضاً
أكد رئيس مجلس إدارة المُؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، أن قطاع النفط في ليبيا يُواجه أكبر تهديد منذ عام 2011 ، في إشارة إلى مخاطر الاشتباكات على عمليات تصدير النفط والغاز.
وتتزامن تصريحات صنع الله مع تقارير دولية تُشير إلى أنه كلما تصاعد الاقتتال في طرابلس زادت احتمالية أن تشهد ليبيا تعطلًا في إمدادات النفط ماسيدفع أسعاره إلى الارتفاع.
وما يزيد من خطورة التوتر الأمني والعسكري على عمل القطاع، هو احتمالية مُغادرة عُمال بعض الشركات العاملة بالقطاع للبلاد خوفاً من تفاقم الأوضاع، خاصة بعد أن أعلن رئيس غرفة التجارة الإيطالية الليبية، جانفرانكو داميانو، أن جزءا من الشركات الإيطالية العاملة في قطاع النفط والغاز ومجال هندسة المشاريع قد غادرت طرابلس نتيجة التصعيد العسكري الذي تشهده ضواحي المدينة.
الهلال الأحمر يمد يده للأبرياء
لم يتوقف الهلال الأحمر عن نشر أرقام الطوارئ ووسائل التواصل المُخصصة لإغاثة المواطنين الأبرياء العالقين بمناطق الاشتباكات في طرابلس.
وتمكّنت فرق التدخل التابعة للهلال الأحمر “فرع طرابلس” من إنقاذ مئات العائلات العالقة بمناطق متفرقة في ضواحي طرابلس، كما عملت بشكل مُستمر على توفير ممرات آمنة للعائلات العالقة للخروج من مناطق القتال.