طارق السعيطي.. بكاه الليبيون “شهيدا وبطلا”
218TV.net خاص
في التاسع من شهر يوليو 2016 لم يُصدّق الليبيون أن خبير الألغام طارق السعيطي تُوفي، فالرجل الذي قهر ألغام الإرهابيين كان جزءا لا يتجزأ من فرحة كل ليبي بـ”قهر لغم” تركه إرهابي حاقد في مسعى لقطع يد مقاتل يريد استعادة ليبيا إلى الحياة، أو في مسعى لحرق دفتر طفل في طريقه إلى مدرسته، فيما بات أهل بنغازي على يقين اليوم أن إنجاز هدف تحرير وتطهير المدينة سبقته تضحيات “رجال وأبطال” مهّدوا الأرضية أمام تضحيات أخرى تأتي من بعد، بل وفتّش عن الألغام في مساراتهم، كي يعبروا بأهل بنغازي إلى “فرحة التحرير”.
تساءل كل من عرف السعيطي. هل مات السعيطي حقا؟.. من لألغام بنغازي إذاً ؟، بمن سيتصل أهل بنغازي إذا وجدوا شيئا مُريبا ومدفونا في بيت أو قرب شجرة؟ .. مات “الأمان” إذاً.. والرجل الذي تحرش بالموت مرارا صار شهيدا، فبادر الليبيون بأسى حقيقي إلى تقليب صور ومقاطع فيديو يتذكرون فيها بطولات الرجل الذي كان يحمل الألغام، ويطير بها في الهواء ليبعدها عن أم لحماية رحمها “الولّاد” لرجال ليبيا المستقبل.. ربما ليبعدها عن مدرسة يجلس على مقاعدها أطفال يؤمنون أن الإرهاب والظلام لا يُقْهر إلا بالعلم.
في التاسع من شهر يوليو مات السعيطي، والرجل الذي لا تمل الألقاب منه، عاش “بطلا”.. ورحل “شهيدا”، والعزاء دائما أن “ليبيا ولّادة”.