ضبابية تُحاصر مؤتمر برلين.. فشل قبل أن يبدأ؟
تقرير 218
لم يكن مطلع العام 2020 عاديا بالنسبة لليبيين الذين استقبلوا الساعات الأولى منه بأمل في أن ينزاح عنهم شبح الحرب التي عاشوها رعبا وخوفا خلال سنة 2019.
بداية هذا العام سجلت موجة تصعيد غير مسبوقة بإعلان تركيا العلني دخولها أرض المعركة الليبية وهو ما عده جل المتابعين والسياسيين والدول الكبرى بأنه زيادة صب الزيت على نار لم تهدأ منذ أشهر.
اليوم يعيش شهر يناير أسوأ أوقاته على أرض ازدادت لهيبا ومن هذا المنطلق يخرج التساؤل الأبرز عن مصير مؤتمر برلين الغائب فعلا والحاضر قولا.
فقد امتلأت طاولات الدول المعنية بالأزمة الليبية بالاجتماعات التحضيرية لأجله ووضعت الآلية التي من شأنها أن تحدد مصير الصراع المستمر في البلاد ولكن لم يحن وقت لقاء برلين بعد، بل يمكن القول إن الملف الليبي يكاد أن يفقد سخونته على تلك الطاولات.
كثيرون عقدوا الآمال على هذا المؤتمر الذي رؤوا فيه جدية أكثر من المؤتمرات الدولية السابقة وصار برلين بصيص الأمل الوحيد لهم الذي سينقذ البلاد من فوضى السلاح والخارجين عن سلطة الدولة، وإعادة بوصلة ضيعتها الحروب والنزاعات.
لكن المعطيات الآنية تنذر بزيادة حجم الفجوة التي وسعتها مذكرتا الوفاق وتركيا وقد يبقى الحال على ما هو عليه إلى حين أن يثبت العكس ويضع المجتمع الدولي حدا للنزاع وإنهاء التدخلات.