صورة حزينة لـ”فتى الشطرنج” .. وتساؤلات عن “تِكِت السراج”
218TV| خاص
آزاد عبدالباسط
حزم أمتعته من درنة ليشارك في بطولة أفريقيا للشطرنج تحت 12 عاما برفقة والده الذي كان من القلائل المؤمنين بموهبة وذكاء يوسف الحصادي، رحلة تحدٍ جمع يوسف من خلالها “مشاعر وفرحة الليبيين”، ليُتوج في نهايتها بطلا لحكاية “تحدٍ وكفاح” ضاربا بكل الظروف عرض الحائط، وهي قصة شموخ لطفل ليبي قرر إشعال شمعة وسط “الظلام الليبي” الذي يلف حياة الليبيين من نواحٍ عدة.
تتويج يوسف تناقلته وسائل الإعلام المختلفة، ووصل صداه إلى رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج الذي طلب مقابلة البطل، وكان له ذلك في القاهرة، إذ كان المشهد خادعاً، وربما جرى استغلاله لـ”تلميع صورة السياسيين”، فاستقبال السراج مشهد مستجد أخبر الليبيين أن بلدهم بخير، وأنه سيكون فيه مكان للمواهب وداعميها ساسة ورجال أعمال يهبون لدعم ودفع الطاقات الشبابية، خصوصا وأن وسائل الإعلام ركّزت على إنجاز الحصادي باعتباره “حدثاً فريدا”.
تبدد الحدث، واختفى السراج، بعد “صورة حزينة” تناقلتها الحسابات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي للفتى الحصادي، وهو يغفو بـ”حسرة صامتة” فوق كتف والده، فالصورة لم تلتقط على متن طائرة السراج، ولا برفقة أي رجل أعمال ليبي على متن رحلة جوية، بل داخل “سيارة أجرة” تسير ببطئ على طريق بري طويل، وسط برودة الجو، وسط انطباع بأن الحصادي ومن خلفه عائلته قد تساءلوا ما إذا كان هناك ما يستحق أن يُضحّى من أجله، فمن أقسى التساؤلات ما إذا كانت طائرة السراج قد عجزت عن مقعد للحصادي على رحلته عائدا من القاهرة.
يوسف الذي أنهكه التعب في رحلة هي الأطول لم يجد إلا كتف ولده سندا، فهل يستطيع متابعة المسيرة وسط هذا البرود، وهل سيحلم وهو يرى أحلامه تتبخر أمامه، لا لوم هنا سوى على مسؤولين نائمين في العسل، ومشغولين بمؤتمرات تقطع لهم من أجلها تذاكر الدرجة الأولى.
أوساط رياضية وشبابية ليبية قالت: هل عجز المجلس الرئاسي ورئيسه، وهل عجز كل الساسة والمسؤولين في ليبيا من تدبير “تكت طائرة” للحصادي، ولو من باب “جبر الخاطر”؟.