“صوان”: العملية السياسية تخلصت من عبء الأيديولوجيات
أجرت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية حوارًا مع رئيس حزب “العدالة والبناء”، محمد صوان، وبدأته بعبارة: “أنتم حزب منظم جيدا”.
وسألت الصحيفة، “صوان”، في الحوار الذي أجرته معه: بالنسبة للبعض ربما أكثر من اللازم، يخشى بعض مواطنيك الحزب، ويخافون من النموذج الطائفي والسري؟
وقال “صوان”: ما حدث في عهد القذافي كان منع أي حرية سياسية ، وحظر أي نوع من منظمات المجتمع المدني وكذلك الأنشطة السياسية، دفع هذا العديد من الليبيين إلى معارضة النظام داخل ليبيا وخارجها، لقد تصرفنا في الخفاء، استخدمنا تسميات وشعارات كانت قابلة للاستخدام في المشهد السياسي في الثمانينيات والتسعينيات.
وأضاف: الآن تجاوزت العملية السياسية المسميات الإيديولوجية والشكليات السابقة، سواء كانت إسلامية أو قومية أو بعثية، هناك شكل معلوم للعملية السياسية الآن يقوم على الأحزاب، مما أدى إلى تقليص التوجهات الأيديولوجية، تم استبدال الأيديولوجيات بأحزاب سياسية وليست أيديولوجية، كقادة في حزب العدالة والبناء.
وأردف: لم نعد أسرى لقوالب أيديولوجية معينة، هناك مساحة واسعة لتنفيذ مهمتنا السياسية.
وتساءلت صحيفة “لا ريبوبليكا”: هل تتباهى بدور حزبك باعتباره المجموعة السياسية الوحيدة التي تمكنت من النجاة من هذه المراحل المضطربة؟
وقال “صوان”: في هذه السنوات الصعبة التي تخللتها مراحل صراع عنيف، تمكن الحزب من ترسيخ نفسه باعتباره المنظمة السياسية الوحيدة المستقرة في ليبيا، إنه عمليا الحزب الوحيد الذي كان له كتلة كبيرة في المؤتمر الوطني العام، ومؤخرا في المجلس الأعلى للدولة، كان حزب العدالة والبناء قادرًا أيضًا على المشاركة في حكومة الوفاق الوطني من خلال عضو مجلس الوزراء، ناهيك عن حقيقة أن رئيس المجلس الأعلى للدولة هو عضو في حزب العدالة والبناء.
وأضاف: لقد بذلنا قصارى جهدنا في كل مرحلة حاسمة، وآخرها “الحوار” الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي يمكن أن يؤدي إلى حكومة وحدة وطنية، يدعم الحزب مسار الحوار هذا ويشارك فيه بنشاط، ويبذل كل جهد “اجتماعيًا وسياسيًا ودبلوماسيًا وطبياً” لتعزيز ثقافة “قبول الآخر”، للمساعدة في عملية التحول من حالة النزاع المسلح إلى سياق الحوار والتفاوض.