“صفقة القرن”.. نُفّذت
عبد الرحمن شلقم
صفقة القرن الأمريكية حول القضية الفلسطينية، نفذت قبل أن تعلن .
خلال الساعات القادمة سيعلن الرئيس الأمريكي ترامب تفاصيل مشروعه الذي أطلق عليه (صفقة القرن) لحل القضية الفلسطينية.
الصفقة، نُفّذت على الأرض منذ سنوات.
أولا: بناء جدار العزل الإسرائيلي الذي قضم جزءا كبيرا من الأراضي الفلسطينية وعزلها عن بعضها وحوّل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى سجناء .
ثانيا: قانون يهودية الدولة الإسرائيلية الذي أسس لدولة عنصرية وأصبح الفلسطينيون من حملة الجنسية الإسرائيلية مواطنين من الدرجة الثانية وحرموا من حقوق المواطنة .
ثالثا: القدس الموحدة الغربية والشرقية صارت العاصمة لإسرائيل وأيدت أمريكا ذلك بتوقيع الرئيس ترامب .
رابعا: التوسع الكبير في هدم بيوت الفلسطينيين والاستيلاء على أرضهم في كل أنحاء الضفة الغربية وبناء آلاف المستوطنات بها .
خامسا: مشروع ضم منطقة الأغوار وكامل المنطقة ج حسب اتفاق أوسلو .
سادسا: رفض قيام الدولة الفلسطينية، وأن تكون التجمعات في المدن والقرى الفلسطينية مجرد بقع مثل جلد النمر على رأسها مشائخ أو عمد يديرون أمورها المدنية المحلية.
سابعا: الرفض الكامل لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأرض المحتلة.
ثامنا: تكريس الخلاف بين الضفة الغربية وغزة.
سيصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن وكذلك زعيم المعارضة قانس إلى واشنطن ليكونا بطلي صورة الاحتفال، وليكون المشهد ورقة دعم من ترامب لحليفه نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
ماذا بقي من فلسطين؟ ليس أمام الفلسطينيين سوى البقاء فوق أرضهم في الضفة الغربية والعمل على رتق الخلافات بينهم سواء على مستوى المنظمات وكذلك بين غزة والضفة.
هل تتخذ السلطة الفلسطينية قرارا قويا بإلغاء نفسها وتعود الضفة وغزة أراض محتلة تنطبق عليها القوانين الدولية التي تُحمّل المحتل كل المسؤولية عن الأرض التي تحتلها بشكل كامل؟
المرحلة القادمة مفصلية بالنسبة للقضية الفلسطينية، أمريكا منحازة بالكامل لإسرائيل، أوروبا غائبة تماما، والعرب كل لا يغني حتى على ليلاه.
المقال نقلا عن صفحة الكاتب في “فيسبوك”