صراع “جيوسياسي تاريخي” يهدد ليبيا
تقرير 218
أدى اكتشاف رواسب كبيرة من احتياطيات الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط إلى تفاقم التوترات بين دول المنطقة من جنوب شرق أوروبا إلى شمال إفريقيا وسلطت المعركة من أجل استكشاف الطاقة وتراخيص الإنتاج الضوء على صراع جيوسياسي اندلع منذ عقود إلا أنه بات يهدد بخروج بعض الدول عن الدبلوماسية التقليدية .
بعد توقيع حكومة الوفاق وتركيا على اتفاقية تحديد الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز في المتوسط ازدادت حدة الأزمة التاريخية بين تركيا واليونان وقبرص ، فقد سعى أردوغان جاهدا لقطع الطريق أمام اتفاقيات جارتي تركيا مع إسرائيل وأوروبا، واكتفى الاتحاد الأوروبي بالسخرية من تصرفات أردوغان والتنديد بها كونها غير قانونية ولم يفعل الكثير أمام تمسك أردوغان بعدم السماح لأي طرف المساس بالغاز الطبيعي شرق المتوسط دون موافقته .
فرنسا صعدت من موقفها بعد أشهر من اتفاقية الوفاق مع أنقرة ووافقت على إرسال فرقاطات بحرية إلى شرق المتوسط لدعم اليونان وقبرص لتنضم إليها إيطاليا والولايات المتحدة اللتان قررتا علنا دعم الدولتين عسكريا في مواجهة التمدد التركي شرق المتوسط ما وضع ليبيا أمام صراع جيوسياسي على الطاقة بعد أن كانت لسنوات ساحة معركة للتدخلات الأجنبية بحثا عن مصالحها الخاصة .
تحديات عدة ورثها عام 2020 في ظل التوترات التي تهدد بإشعال فتيل حرب عالمية إقليمية أمام ليبيا مع اتجاه أعين العالم إلى ليبيا التي عانت لما يقرب من عقد من الزمن من أزمات متتالية حتى باتت هدفا لدول لا ترى للدبلوماسية حلا للحصول على مبتغاها.