صراع أناقة ليبي لبناني في مول كندي
جميلة الميهوب
من الاشياء الجميلة والمريحة في كندا. الطلوع للشارع بأي لبس وبأي منظر مش حينتبهلك ولا يندري عليك حد. تكون أخر أناقة مش حيعبرك حد. نكون متبهدل ومنظرك يُرثى له مش حينتبه حد.
المهم هداكة اليوم العشية كنت طالعة أني وقاسم بكامل أناقتي.لابسة فستان وفوقه كبوط خفيف طول الفستان. كندرة بكعب عالي. متكمة شعري. لابسة خراص وخاتم وساعة. حاطة كوكو شانيل وعلى سنقة عشرة زي ما يقولوا المصريين. مريت من وسط المول اللي يتوسطه قسم المكياج والعطور واللي يومياً نمر منه. وقفت نسأل في الموظفة الجديدة. سيدة سمراء في بداية الخمسينيات. أناقة واضحة، إبتسامة جميلة. المهم بعد دقيقة وإلا دقيقتين عرفت إنها لبنانية وعرفت إني ليبية وتحول كلامنا بالعربي والسيدة اللبنانية وما أدراك ما السيدة اللبنانية وكلامها اللي يقطر عسل وبإندهاش:
– إنت من ليبيا! إسمالله عليك اسمالله عليك. ياالله ياالله شو حلوي. وين بتشتغلي؟ ياالله شو هالأناقي، شو هالعطر الحلو، وهيدا إبنك ؟ إسماالله عليه الله يحرصو، اسم الله اسم الله عليكن شو حلوين.
حقيقة هداكة اليوم حسيت نفسي متفوقة على السيدة اللبنانية في الأناقة وتفوقت عليها في الطول أيضاً وخليني نكون صادقة مع نفسي ومعاكم في مكان عملي أيضاً.
المهم كل ما نخطم نتلاقلى أني وهديكة السيدة الأنيقة الجميلة المبتسمة دائماً، نسلموا نهدرزوا وحتى لو ما شفتهاش تناديني تجيني وتسلم وهكذا. الغريب إن السيدة هذه من دون كل النساء العرب كل ما نشوفها نحس في خريطة لبنان مرسومة عليها وخريطة ليبيا مرسومة عليه.
حقيقة وجود السيدة اللبنانية في المول أثر على برنامج سيري اليومي. لما نكون متأنقة ندورها حتى كان ما لقيتهاش في طريقي، ولما نكون متبهدلة نضطر نغير طريقي.
المهم هداكة اليوم خالتك جميلة ومن وسط الكوجينة نطيب واحتجت حاجات باش نكمل غداي صكرت الغاز ومن غير ما نشوف المرايا وبريحتي اللي كلها أكل وبملابس البيت وبشبشب بيت بس مش شبشب صبع لأني ما نحبش شباشب الصبع. طلعت أني وقاسم ومارّين زي العادة من المول فجأة عيطت وغيرت طريقي واني نقول لقاسم:
– وووووه نهار احرف تعالى تعالى من هني ووووه تعالى نهربوا.
ولدي قاسم بإستغراب وإنزعاج :
– نهربوا! شن في؟ شن في ماما؟
– اللبنانية يانهاري الاحرف اللبنانية وووووه عليه ووو تعالى من هني ما نبيش اللبنانية تشوفني ؟
بإمتعاض:
– لبنانية شنو! شن تقولي شن تقولي؟ شن اديري؟ خيرك!.
طبعاً غيرنا طريقنا، وقاسم قاعد مستغرب ومضايق. ما حاولتش نشرح لقاسم لأنه مش حيستوعب لكن حكيتها لحيان ونوفل وحكيتهالكم إنتم .