صدام حسين فتح “أبواب الزنازين”.. لـ”السجين الرابع”
218TV | خاص
بسقوطه في أبريل عام 2003، ثم محاكمته وإعدامه عام 2006 مرورا بـ”مشهد القفص” الذي لم يكن مألوفا عربيا لجيل كامل، فإن الرئيس العراقي صدام حسين كان هو أول من مهّد لمشهد “الرئيس السجين”، فيما ظل “حبل المشنقة”حتى الآن حكرا على صدام حسين الذي سقط نظامه بعد “مقاومة خجولة” و”خيانات عسكرية” تعرض لها مع مطلع شهر أبريل عام 2003 في مشهد لم يكن ليُصدقه كثيرون.
مشهد صدام داخل القفص، ثم محاكمته القصيرة، ثم مشهد حبل المشنقة ملتفا حول رقبته هيّأ الشعوب العربية لهذا المشهد، لكن العرب انتظروا خمس سنوات بعد مشهد صدام ليروا مشهدا آخر لـ”الرئيس السجين”، فقد كان ثاني رئيس يشاهده شعبه أولا ثم العرب يقف في قفص الاتهام هو الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الذي ظهر ممددا على سرير طبي داخل القفص، في عهد سلفه المنتخب في ظروف ملتبسة سياسيا وأمنيا في مصر محمد مرسي، الذي كان هو بدوره ثالث رئيس عربي يشاهده العرب داخل قفص الاتهام، لكن مرسي الذي توفي الشهر الماضي في إثر نوبة قلبية وفقا لتأكيدات مصرية صدر بحقه حكم إعدام مطعون به قضائيا، عكس مبارك الذي نال البراءة في أكثر من اتهام وُجّه إليه.
مع نهاية الشهر الحالي يستعد السودانيون والعرب لمشهد “الرئيس الرابع السجين” في أقل من عقدين، فالرئيس المخلوع عمر البشير الذي وُجّهت إليه تهم مالية الطابع يستعد هو الآخر للوقوف في قفص الاتهام من أجل محاكمته، بعد أن أمضى في السلطة ثلاث عقود متصلة تشبث فيها بالحكم على نحو لافت رغم “مشاهد القفص” لرؤساء كثر حول العالم في السنوات الأخيرة، لكن لا يُعْلَم حتى الآن ما إذا كانت محاكمة البشير الذي ظهر باشاً وهو ينتقل من سجنه إلى مقر للتحقيق قبل نحو أسبوعين ستحظى بـ”تغطية إعلامية” أم لا، أم سيُحْرَم السودانيون والعرب من “مشهد القفص” الذي تمناه الكثيرون للبشير ورموز نظامه.
سقط ستة قادة عرب منذ بداية الجولتين الأولى والثانية من موجة الربيع العربي، بدأها زين العابدين بن علي الذي يعتبر “الأكثر حظاً” بين أقرانه المخلوعين، ثم سقط حسني مبارك، ثم تلاه العقيد معمر القذافي، فاليمني علي عبدالله صالح، ثم محمد مرسي مجددا، قبل أن يستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، وينقلب “الرفاق العسكر” على عمر البشير، مع مفارقة لافتة أن القذافي وعلي عبدالله صالح قد قتلا بـ”طريقة بشعة” قد تكون نسخة طبق الأصل.