صحيفة أميركية: هل يصنع مرتزقة فاغنر الفارق في الحرب الروسية الأوكرانية؟
قالت صحيفة “ذا نيويوركر” إن الولايات المتحدة حاولت خلال السنوات الأربع الماضية، القبض على يفغيني بريغوزين، المعروف بلقب طاهي بوتين، والذي يُزعَم أن شركاته تمول المغامرات السياسية والعسكرية للزعيم الروسي.
وفي عام 2018، أصدرت محكمة فيدرالية أمريكية مذكرة توقيف بحق بريغوزين بسبب جملة أمور من بينها “التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة”.
واتهمته المحكمة بالتحول من صاحب مطعم إلى ملياردير ، من خلال تمويله لوكالة أبحاث الإنترنت، ساهمت في التدخل الواسع النطاق في النظام السياسي للولايات المتحدة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
ووضع مكتب التحقيقات الفدرالي العام الماضي بريغوزين على قائمة المطلوبين، وقدم ربع مليون دولار كجائزة لمن يساهم في اعتقاله. كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بريغوزين بسبب إدارته لحملات تضليل عبر شبكة من الشركات في انتخابات أخرى في أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وفي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على بريغوزين مع زوجته وطفليه، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: “نواصل فرض عقوبات اقتصادية شديدة للغاية على بوتين وكل من حوله”.
وأضافت الصحيفة أن بريغوزين في دائرة الضوء مرة أخرى هذا الشهر حيث يبحث بوتين، الذي يواجه انتكاسات عسكرية في أوكرانيا، عن طرق لإعادة تجميع صفوفه في ساحة المعركة. ويقول المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون إن روسيا تسعى الآن لتعبئة المرتزقة من مجموعة فاغنر المعروفة بغموضها، والتي يُقال إن بريغوزين يمولها.
وقدر الناتو مؤخرًا أن ما يصل إلى 15 ألفًا من الروس قتلوا في الأسابيع الأربعة الأولى فقط من الحرب، أي تقريبًا نفس ما خسره الاتحاد السوفيتي خلال غزوه لأفغانستان على مدى عقد من الزمان.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الأسبوع الماضي، إنه من المتوقع أن تعيد روسيا توجيه أكثر من ألف مرتزق في مجموعة فاغنر، بمن فيهم قادة كبار، من الحروب في قارات أخرى إلى أوكرانيا.
وأضافت أنه من المحتمل جدًا أن تضطر روسيا إلى إعادة ترتيب أولويات مرتزقة فاغنر لأوكرانيا على حساب العمليات في ليبيا وسوريا”.
وبموجب الدستور الروسي، يعد استخدام الشركات العسكرية الخاصة أمرًا غير قانوني من الناحية الفنية. وينفي الكرملين وجود مجموعة فاغنر.
ونفى بريغوزين أيضًا وجود روابط له بالمنظمة، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي زعم رسميًا في عام 2021 أنه يمولها.
وبحسب ما ورد؛ فقد جعل بوتين المرتزقة جزءًا من استراتيجية موسكو العسكرية منذ أن تدخلت لأول مرة في أوكرانيا، في عام 2014 للسيطرة على شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس.
وتم إنشاء مجموعة فاغنر لمساعدة القوات الروسية والوقوف بجانبها، وجندت موسكو في نهاية المطاف أكثر من 13 ألف مقاتل من عدة دول للقتال في دونباس، وفقًا لمركز سوفان للأبحاث.
ومنذ ذلك الحين، ازداد اعتماد بوتين على بريغوزين ومجموعة فاغنر والمتعاقدين العسكريين الخاصين الآخرين بشكل كبير، مع عمليات عسكرية “مشتبه بها أو مؤكدة” في 30 دولة في أربع قارات، من فنزويلا إلى ليبيا وأفغانستان، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وقامت مجموعة فاغنر بتجنيد وتدريب ونشر عملاء في جميع أنحاء العالم لتقويض قوة الولايات المتحدة وزيادة نفوذ موسكو، وفي عام 2021، زعم مجلس الاتحاد الأوروبي أن مجموعة فاغنر استُخدمت أيضًا “لتأجيج العنف ونهب الموارد الطبيعية وترهيب المدنيين في انتهاك للقانون الدولي”.
وبحسب مسؤول أميركي، نشرت روسيا خلال الأيام العشرة الأولى من حملتها على أوكرانيا ما يقدر بآلاف المرتزقة من مجموعة فاغنر، لكنهم سرعان ما تكبدوا خسائر أيضًا.
وقال المسؤول إن نحو مائتي مرتزق، بعضهم ينتمون إلى الجماعة ، لقوا حتفهم بحلول أوائل مارس في ساحة المعركة.
وبحسب الصحيفة، تجند روسيا أيضًا مرتزقة فاغنر في سوريا، حيث تدعم قواتها رئيس البلاد بشار الأسد منذ عام 2015. ونتج عن الحرب السورية المستمرة منذ 11 عامًا ميليشيات محلية غير رسمية بالإضافة إلى جنود متمرسين في القتال يكسبون ما لا يقل عن 15 إلى 35 دولارًا شهريا، بينما تتعهد روسيا بتقديم ألف دولار أو أكثر شهريًا للقتال في أوكرانيا.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن السوريين وحدهم قد لا يصنعون فرقًا استراتيجيًا، فهم لا يتحدثون اللغة ولا يعرفون التضاريس في أوكرانيا، كما أن نظام الأسد بحاجة إلى مقاتليه الأجانب، من الميليشيات في لبنان والعراق، فضلاً عن الاستراتيجيين من إيران وروسيا.
واختتم المقال بالقول إن الجيش الروسي يراهن على المساعدة الخارجية. فاعتبارًا من منتصف مارس، “تم نقل ما يقرب من 90٪ من القوى العاملة والموارد التابعة لمجموعة فاغنر من دول أخرى إلى أوكرانيا” ، وفقًا لما أفاد به مركز سوفان.
ومع ذلك؛ يبدو أن تجنيد موسكو للأجانب يعكس اليأس.