صافي وشفاء وميار.. وجع لا يُترجم!
في تلك اللحظات، كانت أختها الكبرى “أشلي” ووالدتها “ليزا” تخضعان للعلاج من آثار الانفجار، وبعدها أعلن رسميا عن وفاة صافي.
مديرة مدرستها غرّدت وكتبت بعد أن علمت بوفاتها، وعلّقت على تويتر: “بكل بساطة هي أجمل طفلة، وكانت محبوبة من قبل الجميع”.
هي قصة لطفلة لم تكن تعرف أن الإرهاب، قد يصل إلى الجميع، وأنه يكره الأطفال، على وجه الخصوص، حين يتم كشف أسماء الأطفال، الذي راحوا ضحية التطرّف.
صافي روز روسوس الطفلة ذات الـ8 أعوام، هي الضحية الثانية للعملية الإرهابية التي راح ضحيتها 22 شخصا و59 جريحا، في حفل بقاعة “مانشستر آرينا”.
وليس بعيدا عن صافي وقريبا من الأطفال ضحايا منطقة “الربيع العربي”، وصراعاتها الدموية، أفادت منظمة الأمم المتحدة في بيان لها الأربعاء، أن النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تُعرِض صحة 24 مليون طفل للخطر في اليمن وسوريا وقطاع غزة والعراق وليبيا والسودان. وقال مختصّون حقوقيون إن هذا البيان يدق ناقوس الخطر، ويحذر من كارثة مستقبلية تهدد أطفال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل.
وبالرجوع إلى مسرح الأحداث الدموية، وهذه المرة في ليبيا، تُستدعى صور الأطفال الذي راحوا ضحايا النزاع والاشتباكات المسلحة، والتي كان آخرها الطفل محمود الفاخري، الذي راح ضحية التفجير الإرهابي الذي هزّ منطقة سلوق، الجمعة الماضية.
ويُضاف إلى قائمة الأطفال الضحايا في ليبيا، والذي كانت من ضمنهم الطفلة شفاء درديرة التي قُتلت بدمٍ بارد وهي نائمة، بعد أن أصابتها قذيفة في غرفتها، بمنطقة أبو هريدة في طرابلس 15 مارس الماضي.
قصص قتل الأطفال في ليبيا، لها وجع آخر، قد لا يصل إلى خارج حدود أحلامهم، في اللعب وبهجة الذهاب والرجوع من المدرسة، فالوجع راسخ لا يبرح مكانه، ويأبى أن يُعكّر رائحة الحياة، وما قصة الطفلة ميار الحراري، التي خُطفت وقُتلت بعدها في نوفمبر 2016، إلا جزءا بسيطا من غصّة القلب التي أصبحت تتفنن في عذاب الأمهات والأهل.
هي قصص ترويها الذاكرة الليبية، دون حضور الآخرين “هؤلاء” الذين يمتهنون صناعة الكوابيس، في عقول الأطفال.. كل الأطفال.