“صاحب الظل الطويل” .. لمسة بساطة المشاعر وصدقها
218TV| خاص
هدى المزوغي
عن دروس العطاءات اللامحدودة المُطوقة بهالة تمزج كرم الأخلاق بترف المشاعر الإنسانية والصبر، التي يتم تجسيدها على هيئة تجارب تمثلت أبرز رسائلها في مضمون الحضور المعنوي ومد يد العون وقت الحاجة، وعن روعة المشاعر البسيطة والصادقة، إضافة إلى كشف دور الجانب العاطفي وانعاكساته على مراحل النمو الفكري للفتاة المراهقة.
من ملجأ الأيتام المغمور بأحد الشوارع الفقيرة بمدينة نيويورك، بدأت حكاية الفتاة ذات الشعر الأحمر “جودي أبوت”، التي انفردت أناملها بكتابة المقالات الساحرة، التي جذبت إحداها انتباه الغامض “جون سميث”، مفتتحة قصة العطاء اللامحدود بعد أن قام سميث بتأمين منحة دراسية لها بثانوية “لينكون” إحدى أرقى المدارس الثانوية، بشرط ألا تطلب منه أبدا الإفصاح عن هويته الحقيقية، وأن تبعث له برسالة واحدة شهرياً تخبره فيها ما تريد دون أن تنتظر منه أي رد.
ولعل محطة العطاء التي جسدها المسلسل الكرتوني “صاحب الظل الطويل” في المنحة الدراسية التي أهداها سميث إلى “جودي” بعد أن التمس ذكاءها ونباهتها تقضي إلى كون التعليم الجييد ليس حكراً على الأغنياء فقط، بل هناك الكثيرين ممن همشت قدراتهم وإبداعاتهم الظروف القاسية.
سرد المسلسل الكرتوني قصة “جودي” المرحة طيلة فترة دراستها الثانوية التي استمرت لثلاث سنوات، كانت ترسل فيها الرسائل المكتوبة إلى جون سميث بعد أن لقبته جودي بـ”صاحب الظل الطويل”، الذي داوم بدوره على الظهور في طريقها عند كل محنة تمر بها ليكتفي بمساعدتها من بعيد من دون أن يكشف لها عن نفسه، ولم يتسن لها رؤية أي ملامح له سوى انعكاس ظله الطويل.
وبعد أن التحقت جودي بالثانوية تعرفت إلى صديقتاها “سالي” و”جوليا”، الفتاتين المُختلفتين تماما، فـ”سالي” الصديقة المقربة التي تُقاسم جودي غرفتها في سكن الثانوية، أما علاقة جودي بـ”جوليا” فقد أرجحتها التوترات التي زادت بعد محاولة “جوليا” فضح جودي أمام طالبات السكن.
استمرت جودي في كتابة الأحداث التي تواجهها يوميا وإرسالها إلى الرجل الغامض “صاحب الظل الطويل” الذي اكتفى بكشف وجهه المعنوي لها، المُتمثل شمعة الأمان والحماية التي أشعلها في دربها وقلبها، ولم تتخل جودي في رسائلها له عن روح الفكاهة التي دائما ما تمتعت بها حروفها وخيالها.