شركة الإنشاءات النفطية.. نظرة عن قرب
علي الفارسي
حوار مع نجيب الأثرم، الرئيس الأسبق لشركة الإنشاءات النفطية المساهمة، وهي شركة حديثة النشأة “2018 “مملوكة للدولة الليبية؛ تُشرف عليها المؤسسة الوطنية للنفط.
– متى تأسست الإنشاءات النفطية ولماذا ؟
· بدأت في عام 2018 بمدينة بنغازي وقام رئيس الوطنية للنفط بافتتاح مقر شركة الإنشاءات النفطية مطلع يناير 2019
وكان الافتتاح في ظل ظروف صعبة، وكان لزامًا علينا العمل علي تلبية عطاءات الشركات النفطية، وخاصة عند مغادرة المقاولين أعمالهم وكذلك؛ لتجنب التعاقد مع أي مقاولين ليس لديهم كفاءة وقدرة كافية لضمان تنفيذ المشروعات بشكل أمثل وكذلك لإعادة إعمار البنية التحتية للقطاع؛ مما أجبرنا علي ضرورة استخدام جميع خبراتنا للاهتمام بهذا القطاع الحيوي وتطويرها .
لقد خضت مراحل عديدة لبلوغ لحظة الحصول علي سجل تجاري من الحكومة الليبية؛ كون الشركة تعمل داخل نطاقها وما تشهده بلادنا من انقسامات كان الحافز لي ولزملائي؛ إدراكًا لأهمية العمل الموكل لنا وانعكاسه علي القطاع.
-ما هي علاقاتكم العملية والمهنية بالشركة النفطية الأخرى ؟
* بدأنا منذ الانطلاق، في وضع خطط واستراتيجيات ضخمة تتناسب مع طموحات التطوير بالقطاع، وقمنا بزيارات لعدة شركات منتجة منها “الواحة للنفط والهروج وسرت والخليج ومليتة والبريقة ولافيكو”، وحاولنا استكشاف ما تحتاج إليه الشركات وما يدعم أعمالها، وركزنا أيضًا علي المشروعات المتعثرة وعملنا علي معالجتها.
– هل تشمل أعمالكم المشروعات الإنشائية جميعها، أم أنكم تنشطون في تخصصات محدّدة ؟
· شركة الإنشاءات النفطية تسعى لإعادة تأهيل الأعمال الضرورية؛ من أجل استمرار أعمال لها اهمية قصوي، مثل “التخزين”، وهنا أقصد خزانات النفط الخام والشحن بالموانئ وتطوير سمات السلامة المهنية؛ بما يرفع فرص زيادة الصادرات لهذا القطاع الحيوي والمصيري.
– كيف انعكس تأسيس شركة الإنشاءات النفطية علي الاقتصاد المحلي ؟وهل تحصل علي مشروعات بالتكليف المباشر ؟وهل كانت هناك اتفاقيات حيوية علي أرض الواقع ؟
· الإنشاءات النفطية وتأسيسها بمدينة بنغازي؛ له أثار اقتصادية إيجابية، حيث قمنا بالمبادرة وفتح الفرصة للشركات الوطنية العاملة، وفقًا لمعايير المؤسسة الوطنية للنفط .
– ماذا عن اتفاقيات الشراكة مع بعض شركات العربية ؟
· نعم عملنا علي إثراء العمل بقطاع النفط والغاز بتوقيع اتفاقية تفاهم، وهنا يجب التوضيح نحن نوقّع اتفاقية تعاون وتفاهم عبر البريد أو زيارات ميدانية وفقًا للظروف وإقامة قاعدة بيانات لهذه الشركات، كذلك رفع معايير الخدمات النفطية وكل ذلك وفقًا للقانون والمعايير التي وضعتها المؤسسة الوطنية للنفط، حيث إن اللجوء إلى توقيع مذكرات التفاهم بدلاً من اتفاقية المشاركة جاءت وفقًا للتوجيهات القانونية للمؤسسة الوطنية للنفط بتجنب الدخول في أي شراكة مع شركات أجنبية، وبدأت الشركة بعدها، بالدخول في عطاءات ومشروعاتفعلية بعد إعداد دراسات مُفصّلة عن العطاءات المطروحة بموقع “الوطنية للنفط” والشركات التابعة لها، دون امتيازات أو تكليف مباشر.
خلال فترة قصيرة؛ برزت شركة الإنشاءات النفطية وحصلت على موقع بارز بين الشركات المحلية، وتعدّ متقدمة من حيث الإدارة والجانبين الفني والتنظيمي.
ولقد تم توقيع أكثر من 40 مذكرة تعاون ودعم ومساعدة مع كبري الشركات العالمية في صناعة النفط والغاز، من الولايات المتحدة إلى الصين، وحصلت الشركة على شهادات الأيزو العالمية المعتمدة دوليًا، وفازت بأربع مشروعات استراتيجية في القطاع، في غضون سنتين، وذلك في ظلّ ظروف صعبة جدًا من انقسام سياسي وإغلاقات للحقول وجائحة “كورونا”، لكن إرادة أبناء ليبيا الشرفاء أقوي من كل الظروف.
– ما هي طبيعة أعمال الشركة ؟ وماذا عن النقد المُوجّه بخصوص محدودية عدد العاملين ؟
· تعتمد الشركة علي سبع إدارات فعالة وعدد من العاملين أصحاب الكفاءات لتحقيق الأهداف والخطط التمويلية والتنموية، وأعمالنا تحتاج إلى طابع تخصصي ومهني ومعرفة بالعلوم والتقنية واللغات.
عند رفع عدد العاملين؛ سوف تكون هناك فرصة كبيرة لهم للاحتكاك بالمقاولين،ن وخلق قاعدة بيانات كبيرة للشركة.
– ماذا عن فتح باب العمل أمام الشباب والخريجين ؟وآليات اختيار عمالة وطنية؟
· تعمل الشركة، حاليًا، لتنفيذ دراسات تنموية وخطط استراتيجية لزيادة عدد العاملين الذي نرى أنه أمر ملّح جدًا لتحقيق تطلعات الشركة.
نحاول أن نعطي امل للشباب الخريجين العاطلين عن العمل ودمجهم مع قدرات وتحديد مهام ومسؤوليات لهم وأن الغرض من هذه الشركة التنمية البشرية والمكانية لنشاطاتها في كل مدن ليبيا من خلال إدماجهم مع الشركات العالمية في أعمال الهندسة والانشاءات لتنفيذ المشاريع لتأهيل البنية التحتية لقطاع النفط والغاز في ليبيا الذي تعرض للإهمال والتدمير بسبب الحروب المتكررة ومكافحة الإرهاب والحرب على تنظيم “داعش”.
وتعمل الإنشاءات النفطية المساهمة على تحقيق أهداف فنية ضخمة، أهمها استكمال المشروعات العالقة والتعاون مع الشركات العاملة بالقطاع وتحقيق أهداف مؤسساتية؛ أبرزها استقطاب الكفاءات، وأهداف مالية تدعم تخفيض الأعباء عن كاهل المؤسسة الوطنية للنفط ودعم مصارفها التشغيلية، حتى ينعكس كل ذلك على الناتج القومي لبلادنا ويُحقّق طموحات رفع الصادرات وإعادة التأهيل.
– هل توجد هناك مشروعات قائمة؟ وماذا عن نسب الإنجاز ؟
· هناك مشروعات لعشر شركات محلية هي “الخليج العربي ،الزاوية لتكرير النفط ،لافيكو ، وشركة مليتة ،الواحة ،الهروج ،المبروك ، وشركة نفوسة ،راس لانوف ، والزويتينة” وجميع مشروعاتنا إنشائية ومختصة بالصيانة.
– هذه الجهود سبقتها عراقيل ومصاعب.. ما أبرزها ؟
· على الرغم من التحديات التي تعرضت لها الشركة والبيئة السياسية المشحونة والانقسامات الحادة وضعف الإمكانيات؛ كان دعم المؤسسة الوطنية للنفط وجهودنا المستمرة، من العوامل التي ساهمت في قدرة الشركة خلال ستة أشهر على أن تضع اسمها علي خارطة الشركات الخدمية العاملة بقطاع النفط والغاز الليبي.
ولقد واجهنا بعض الصعاب تمثّلت في تأخر الميزانيات والاعتماد للهيكل التنظيمي، ومصاعب لوجستية ومالية كبيرة جدًا؛ لكن بالعمل المهني والمتخصص والتكاتف، ومنح العمل جهدًا إضافيًا؛ تمكّنا من وضعها على الطريق.
في الختام أتوجه بكلمة لزملائي بالشركة والعاملين بالقطاع النفطي الليبي:
إلى جميع أحبتي بشركتنا NPCC
اليوم، وأنا أسلّم مهام وظيفتي كرئيس مجلس إدارة لهذه الشركة الواعدة، والتي تأسّست في ظروف صعبة للغاية؛ حيث بدأت من الصفر برسالة تكليف بمهام تأسيس الشركة الوطنية للإنشاءات النفطية؛ لتصبح في زمن قصير جدًا، حقيقة واقعة كاملة الأركان من البنية التحتية، وأنجزنا لها مقرًا إداريًا مُجهّزًا بأحدث منظومات الاتصالات والتواصل، ووفق أفضل النظم المؤسساتية الحديثة من لوائح مالية وإدارية، وأفضل طاقم فني وإداري ومالي وقانوني، نفخر به، وكسبت الشركة احترام وتقدير كل من تعاملت معهم؛ فقد تم توقيع أكثر من 40 اتفاقية تعاون ودعم ومساندة”MOU” من كبرى الشركات العالمية في مجال النفط والغاز “الهندسة والمشتريات والإنشاءات والصيانة في البر والبحر”ـ وقد نجحت في الحصول والفوز بأربع مشروعات مهمّة، والبقية في الطريق، وتفتح فرص العمل الشريف لكل أبناء الوطن، وفي مختلف التخصصات.
كل هذا ما كان ليحدث إلا بتوفيق الله وعونه، ثم وجود مجلس إدارة متمكّن ونزيه مع دور الإدارة العليا بالمؤسسة الوطنية للنفط، وكل الخيرين من أبناء القطاع والوطن الحبيب، وقبل ذلك، لا أنسى دور أسرتي الصغيرة وزوجتي الغالية التي تحمّلت غياب.
وبناءً عليه؛ أتقدم إليكم جميعًا، من أعضاء مجلس إدارة ومستخدمين، بأطيب التمنيات بالنجاح والتوفيق والتقدم، كما كان عهدي بكم دائمًا، يجمعكم الود والحب والاحترام والتقدير والعمل بروح الفريق الواحد بينهم لبناء شركتنا NPCC .
أطلب من كل الزملاء تقديم المساعدة والدعم لرئيس مجلس الإدارة المكلّف حديثًا من حتى نرى، في القريب، الشركة الوطنية، وقد أصبحت شركة يفخر بها، كل من ينتسب إليها، وحتى تكون داعمًا قويًا للاقتصاد الوطني، وتستقطب العشرات من أبناء الوطن الخريجين ضمن صفوفها، وتحقق أهدافها التي نحلم بها.
أمامكم أعمال مشروعات ضخمة بالقطاع؛ من شأنها أن تمثل داعمًا قويًا للاقتصاد الوطني.