شاعر ليبيا… توافق وطني من نوع آخر
خاص 218
هذه الليلة سيطوي برنامج “شاعر ليبيا” موسمه الثاني وقد قال كلمته في تاريخ الشعر الشعبي الليبي. “شاعر ليبيا” الذي استحضر مواضيع مختلفة من خلال قصائد المشاركين التي تغنّت بالحبيبة والإنسان والأرض والوطن، واستطاع جذب اهتمام الجمهور بشكل استثنائي، تجاوز فكرة كونه برنامجا فريدا وجديدا في تاريخ الشاشة الليبية؛ لقد كان شاعر ليبيا الذي جمع حوله الليبيين مشروع هُوية توافقية جامعة. وهذا دأب الفن الذي يجيد بشكل حاذق قولبة التنوع والاختلاف في صوت “هارموني” واحد، لا تزيده الأنغام المتباينة إلا جمالا وبهجة.
ليبيا الغائبة عن صورتها الأولى، تعود من غيابها خلف أسوار الانقسامات السياسية نحو الحضور في الوجدان الليبي الذي يمتلك الشعر الشعبي في ذاكرته الوطنية حضورا تاريخيا مدهشا. ولا مدعاة للغرابة، فلطالما كانت لغة الشعر في الوطن لغة حضور، تستعيد معها الأوطان معناها الأصيل الثاوي في التراث الثقافي المشترك لأبناء المجتمع.
وربما لم يصدق معنى جملة نشيدنا الوطني “إننا يا ليبيا لن نخذلك” كما يصدق في أخلاق برنامج “شاعر ليبيا” الذي أضحى فراش ليبيا الوثير الذي يسع الجميع، جنوبا وشرقا وغربا، وأصبحت تتردد قصائده بين جدران ليبيا الأربعة دون جوازات سياسية.