شاعر ليبيا.. الهويّة تنتصر في معركتها الثالثة
حمزة جبودة
اليوم على وجه التحديد، يُنهي شاعر ليبيا مُهمَّته الثالثة، في حلقته النهائية والأخيرة من موسمه الثالث. بعد أن قام بدوره الإنسانيّ والوطني تجاه كل من يبحث عن فرحٍ أو انتصار، يُشبع به حسرته على وطنه، الذي أصبح رهينة لحسابات وتصرفات “رخيصة”.
شاعر ليبيا في موسمه الثالث، وُلِد من رحم المأساة التي تعيشها كل مناطق ليبيا، وراهن على الفوز بقلوب كلّ الليبيين بشتّى انتماءاتهم، لأنه فقط قال لهم أنا شاعر ليبيا، وليس شاعرا لأحد، لن أكتب حرفا في شخصية جدلية، أو أتقرّب لأحدّهم حتى أنال رضاه.
لن أخفي أنني كنت أحاول أن أكتب عن الأسماء الجديدة المقترحة لرئاسة المجلس الرئاسي، وعن أيام العسل التي يعيشها البرلمان مع المجلس الأعلى للدولة، هذه الأيام، وأيضا عن صياغة البيان الأخير لمجلس الوفاق الذي يتبع لفايز السراج، حول ما يحدث في الجنوب الليبي، وهل حقا كتبه المجلس الرئاسي، أم أن أحدهم خطّه بيديه، ونصح رئاسة المجلس بنشره على صفحتهم.. أتمنّى أن يكون الجواب قاطعا: لا لم نكتب شيئا عن الجنوب.
لكن كل هذا لم يُشبع غروري، على العكس، أقنعني أكثر أنّ كلّ هذه الأحداث لن تكون حقيقية على أرض الواقع، لهذا لجأتُ إلى أن أكتبَ عن شاعر ليبيا، الذي تجاوز عمره ثلاث سنوات، ولأنني أيضا أحاول بشغف، أن أتعلّم منه معنى أن تكون ليبيًا، سأقول: إنّني في السنوات الماضية كلّها، حاولت أن أتشبّث بحلم يجعلني أفتخر بأنني أنتمي إلى ليبيا، لم تكن فبراير وحدها من صنعت أو حاولت صنع الحلم، لكن الواقع مع شاعر ليبيا غيّر مجرى الأحداث تماماً.
متسابقون من ليبيا كلّها، يجتمعون في برنامج واحد، ليس من بين مفرداته، المجلس الرئاسي أو مجلس النواب، أو حتى الجيش الوطني، بل مفردة واحدة يتفقون عليها مسبقا قبل أن يلتقون في صالة واحدة، دون تمهيد أمميّ، أو تغريدة لمسؤول أوروبي، أو إيطالي على وجه الخصوص، يحاول القولَ نحن من ساعدناكم، كما قالها ثُوّار “التصفيات” لليبيين: نحن من حرّرناكم.
لن تعرف أهميّة شاعر ليبيا في موسمه الثالث، إلا إذا تتبّعت الأحداثَ التي واكبته في أولى حلقاته، والتي كانت رهانا محفوفًا بالمخاطر، وكعادته، خرج منها منتصرا في كل حلقاته، لأن عنوانه كان يقينا ونصرا لضحايا الهجوم الأخير على طرابلس، وحقيقة لأهل ليبيا والجنوب، أنَّ شعراء من ليبيا، دخلوا رهان الفوز بلقب شاعر ليبيا في موسمه الثالث، بلقب رجلٍ واحد، لا مقترحات بديلة عن طموح كلّ الليبيين، الذين أيقنوا جيدا أن السرّاج وعقيلة والمشري، ليسوا إلا مجرد قادة من ورق، يكتبون خيباتهم بعيدا عن ليبيا وشاعرها الثالث.