تقرير|218
سينما هاييتي في مدينة طبرق كانت تسمى أيضاً بـ “سينما العمال” والكائنة في قلب المدينة قريباً من سوق القزاز وتغير أسمها إلى هاييتي تكريماً لدولة هاييتي ودورها في التصويت الشهير نحو استقلال ليبيا.
شهدت دار عرض هاييتي أو “سينما حلمي” –(نسبة الى حلمي طاطاناكي مالكها ومؤسسها)- عروضاً لأفلام سينمائية نادرة عربية وأجنبية .. ومن المفارقات عندما شاهد الجنود الإنجليز في ليبيا فيلماً أجنبياً في سينما هاييتي أبلغوا أسرهم في بريطانيا أن الفيلم الذي أعلن عن عرضه بعد ثلاثة أشهر قادمة يعرض الآن في طبرق بمعنى أن الأفلام الحديثة تعرض قبل بريطانيا.
يتحدث من قابلناهم عن السينما بشغف وحنين لذكريات لم تفارق خيالهم وكانت السينما حدثا مؤثرا في طبرق ومجتمع طبرق ثقافياً ومعرفياً وفي هذا الصدد يقول الحاج حسين حلمي علي طاطاناكي لــ 218 : إن أقدم سينما في طبرق كانت تقابل المسجد العتيق وهي سينما صيفية بدون سقف عام 1928 ثم انتقلت في 1946 إلى مكانها الحالي قرب فندق القزاز وشارع الذهب وأغلب من كان يعمل على تشغيل السينما الطلبة الليبيون وأول مشغل هو المرحوم علي المقيرحي وخلفه خميس عقيلة”.
ويضيف طاطاناكي: “الأفلام كانت تأتي من مؤسسة سليمان الزني في بنغازي ومن أهم الأفلام هو “صوت الموسيقى” وعرض في طبرق قبل عرضه في لندن بثلاثة أشهر .. ورواد السينما آنذاك من الليبيين والأجانب وكانت قاعة السينما تستخدم أيضاً للحفلات والعروض المسرحية والسيرك في أوقات متقطعة .. وكانت سعة السينما 313 مقعداً وكانت طبرق آنذاك قليلة في عدد السكان”.
وعن نهاية عهد سينما هاييتي يقول حسين طاطاناكي :” بقدوم نظام القذافي تم إلغاء السينمات الخاصة لتحل محلها المؤسسة الوطنية فانتهت سينما هاييتي حتى يومنا هذا .. واليوم المبنى آيل للسقوط وسوف تتم إزالته قريبا، أما المعدات القديمة سوف تذهب إلى متحف طبرق الوطني”.