سوريا تشعل فتيل أزمة أميركية تركية
218 | تقرير
لا تكاد نار التهديدات المتبادلة بين واشنطن وأنقرة تخبو حتى تتّقد من جديد، وقودها الأكراد والمنطقة الآمنة شمالي سوريا، فواشنطن أكّدت من جديد استمرارها بإرسال أسلحة وعتاد ومركبات عسكرية للمقاتلين الأكراد في سوريا، وذكر البنتاغون أنّ هذا الدعم يأتي في سياق التحالف بين واشنطن والأكراد في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي ومحاربته حتّى القضاء عليه تماما، وهو تحالف لطالما استفزّ أنقرة فعملت مرارا على كسره، وزعزعة الوفاق الحاصل بين الطرفين.
وتأتي تأكيدات البنتاغون عقب تهديدات ضمنيّة أرسلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنّ تركيا ستنفّذ خططا وضعتها بمفردها لإقامة المنطقة الآمنة إذا ما استمرّت الولايات المتحدة بما أسماها المماطلة بتنفيذ التزاماتها، مبديا شكوكه بالموقف الأميركي، خاصّة مع فشل المحادثات بهذا الشأن، وأعطى واشنطن مهلة أسبوعين لرؤية نتائج ملموسة على الأرض قبل أن ينفّذ تهديده.
وبدأ أردوغان في الآونة الأخيرة يسوّق لذريعة جديدة تعزّز الحاجة إلى المنطقة الآمنة، وهي إعادة نحو 3 ملايين لاجئ سوري من تركيا وأوروبا إليها، وهو موقف عزّزته تصريحات لوزير داخليّته سليمان صويلو، في كلمة له خلال مؤتمر دولي للأمن عقد في أنقرة، قال فيها إنّ تحقيق الاستقرار في سوريا، وتشكيل “منطقة آمنة” فيها يسرّعان عمليات العودة الطوعيّة للاجئين لافتا إلى عودة نحو 350 ألف لاجئ بفضل الأجواء الآمنة التي تشكّلت عقب عمليّتي درع الفرات، وغصن الزيتون الّلتين نفّذتهما تركيا في شمال سوريا.