سنتان للرئاسي في طرابلس “الأمور مش تمام”
218TV| خاص
لو امتلك الليبيون “خاصية استثنائية” تتمثل في القدرة على إعادة الزمن ب”حركة بطيئة” لمشاهدة الأحداث والمشاهد واللقطات التي عايشوها طيلة العامين الماضيين، لما وجدوا فرقاً يمكن أن يُدوّن أو يُذْكر، فبعد عامين من رسو قطعة بحرية على رصيف قاعدة بوستة، والتي حملت “الرئيس” فايز السراج إلى العاصمة طرابلس ل”يدير” منها “شيء ما” يُطمئن به الليبيين، الذين يحرزون –حتى الآن- “علامة كاملة” في “امتحان الصبر”، فالمشاهد المأساوية لا تزال “سيدة الموقف” في طرابلس وشقيقاتها في وطن “مع وقف التنفيذ”.
لم يقم “رئاسي الوفاق” بما هو مطلوب منه، وظهر فايز السراج مرارا طيلة العامين الماضيين وهو يحرص على “برستيج الرئاسة” أكثر من أي شيء آخر في الداخل الليبي، حتى أن الليبيون امتدحوا “وفائه لحرف السين” من بين 28 حرفا تزخر بها “لغة الضاد”، فلا يوجد أي ليبي قادر على أن ينكر إيراد السراج مئات المرات “مصطلحات تصبيرية” حرص على تطعميها ب”حرف السين”، من وزن “سوف” و “سيفعل”، و “سيُشكّل” و “سيدرس” و “سيحدث” و “سيناقش”، لكن “ضجيج الرئاسي” لم ير له الليبيون “أي طحين”، بما يعكس الصورة القاتمة عن أهم ابتكارات الاتفاق السياسي الذي وقّعته أطراف سياسية في مدينة الصخيرات المغربية.
يمكن القول إن “رئاسي الوفاق” وعبر “تشبيك ما” لا يزال غامضا مع أطراف مسلحة في العاصمة، قد حقق “مستوى معين” من “الأمن والأمان –ليس كبيرا بطبيعة الحال-، لكن ثمة من يؤكد ب”الرقم” أن الاقتصاد في عهد رئاسي الوفاق، وبعد عامين من قدومه إلى طرابلس صار أسوأ بصورة كبيرة، حتى أن شخصيات سياسية ليبية ودولية قالت إن اقتصاد ليبيا ليس سوى “اقتصاد مليشياوي”، ف”وباء الغلاء” نثر “العدوى” في كل مكان داخل ليبيا، فلا يمكن القول إن شيء ما قد نجا من الغلاء الذي خضعت له قطاعات وسلع كثيرة.
سيولة مفقودة، وإن حضرت فإنها تهرب سريعا، إضافة إلى “ضي يأتي خجولا”، عدا عن مقرات طبية تنتظر “شارة الانهيار” وهو ما دفع مؤسسات صحية دولية إلى التحذير من “كارثة صحية” في ليبيا، خصوصا وأن المراكز الطبية عدا عن أنها غير قادرة على تأمين الدواء والعلاجات، فإن هنالك “شبحا آخر” يتواطأ عن قصد مع “النكبة الصحية” وهو غياب الكوادر الطبية في تلك المراكز لأسباب عديدة، لكن “رئاسي الوفاق” بعد عامين لم يُقدّم أي حلول ل”جبل الأزمات الليبية”، بما يجعل من أي “حل سياسي” بعيدا إن لم يكن مفقودا، خصوصا وأن شرائح واسعة من الليبيين لم تعد تسأل عن “الرئيس والحاكم” بقدر ما تريد ” حياة الحد الأدنى”، إذ أن لسان حال معظمهم “الأمور مش تمام”.