سلامة يكشف ما بعد “برلين”.. 3 مسارات فارِقة ومهمّة
كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في حوار مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية عن خطط البعثة لما بعد مؤتمر برلين الدولي، ورسالته الأولى التي سيُوجّهها لأطراف القتال والجهات الداعمة لهم في برلين.
وقال سلامة إنه يرى في مؤتمر برلين ممراً نحو استئناف العملية السياسية بعد الهدنة “الهشّة” التي جمّدت العمليات العسكرية بصورة جزئية.
وأشار إلى أنه وجّه وسيُوجّه رسالة واحدة لأطراف القتال والجهات الداعمة لها، تشدد على ضرورة التوقف عن توفير الأسلحة للمقاتلين في ليبيا وعن إرسال المرتزقة إلى هناك، معتبراً أن هذه الانتهاكات أشعلت فتيل الأزمة بقوة في ليبيا.
وحول كواليس التحضيرات لمؤتمر برلين، رأى المبعوث الأممي إلى ليبيا أن الطريق نحو حل شامل يُوقف الصراع الحاد استوجب جمع الأطراف الخارجية التي تتدخّل في النزاع، فضلا عن تلك الفاعلة فيما يخص الملف الليبي، إلى جانب أبرز الأطراف الداخلية، لضمان الخروج بنتائج أكثر فاعلية، والتحقق من مدى التزام الأطراف الداخلية بهذه المخرجات.
وأضاف سلامة: “لقد حددنا مستويين للعمل ضمنهما في برلين، المستوى الخارجي والمستوى الداخلي وكلاهما معقد بشكل لا يُصدق” مشيراً إلى أنه سيطلب بشكل نهائي وقف التدخل السلبي في ليبيا، من أجل دفع عملية الاستقرار.
لكن تركيز البعثة الأممية في المرحلة الحالية لا ينصب فقط على مؤتمر برلين والتعامل مع تعقيدات المصالح الدولية في ليبيا وتشابكها، حيث تحدث سلامة عن عمل موازٍ يتم مع أطراف ليبية لبدء مرحلة أخرى من الحوار السياسي بين الفصائل الليبية في جنيف نهاية يناير الجاري، أي بعد برلين مباشرة.
وأكد المبعوث الأممي أن مسارات الحل بين الليبيين قد حُدِّدَت لدى الأمم المتحدة منذ شهور عبر 3 عمليات جاهزة أولها الاقتصادية والتي بدأت بالفعل حيث التقى خبراء اقتصاديون من غرب وشرق البلاد في تونس بداية يناير الجاري، كما أعلن أنهم بصدد إنشاء مجلس اقتصادي ليبي موحد، دون التطرق لطبيعة صلاحياته أو مهامه.
وربط سلامة إمكانية نجاح المسار الاقتصادي بالمسارين الآخرين لخطة البعثة، ويتمثل أحدهما في الجانب العسكري وضرورة وقف المواجهات، فيما يرتبط الأخير بمسألة الأمن وتفكيك التشكيلات المسلحة، وهو الأمر الذي يُمكن اختصاره في تحقيق التنمية الاقتصادية بوقف الحرب عبر اتفاق سياسي.
ورأى سلامة أنه يجب البدء بإنشاء لجنة “5+5” العسكرية لمناقشة أمر الجيش والشرطة والتشكيلات المسلحة، كما يجب أن تتحول الهدنة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار المرتبط بصورة مباشرة مع مقترحات آليات المراقبة وتحديد خطوط الفصل بين الطرفين وتحديد المراقبين .
ومن ثم يأتي دور البعثة الأممية لتمهيد الطريق نحو السلام برعاية العملية السياسية التي قال إنها ستبدأ بالعودة إلى جنيف مع ثلاث مجموعات من 13 ممثل سياسي ليبي.
وستُنتخب المجموعة الأولى من قبل مجلس النواب في طبرق ومجموعة ثانية مُنتخبة من قبل المجلس الأعلى للدولة في طرابلس ومن ثم 13 عضوًا ستختارهم الأمم المتحدة.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة وجود العنصر النسائي في المجموعات المشاركة في حوارات جنيف، قائلا إنه في حال لم يتم اختيار أي امرأة فإن البعثة الأممية ستقوم بترشيح عدد من الأسماء للدفع نحو دعم مشاركة النساء في إحلال السلام، وأكد سلامة أن الأمم المتحدة ستُولي اهتماماً للأقليات في هذه المرحلة.