سلامة يكشف لـ”218″ خفايا برلين.. ومصير “المرتزقة”
تحدث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، في لقاء خاص مع قناة “218”، بإسهاب عن آخر المستجدات بشأن الملف الليبي خاصة بعد مؤتمر برلين الذي عقد الأحد، وخرج باتفاق يمثل الآن تحديا للأمم المتحدة لتنفيذ بنوده ومعالجة ما أسماه سلامة بـ”التصدع الدولي” بشأن ليبيا.
مؤتمر برلين
قال سلامة إن مؤتمر برلين كان ناجحا، وحقق ما يراد منه بإنشاء مظلة دولية تحمي أي اتفاق يصل إليه الليبيون في المستقبل، مضيفا أن المؤتمر هدف إلى إصلاح الوضع الدولي المتصدع تجاه ليبيا وإيجاد حد أدنى من التفاهم الدولي ليعزز من توافق الليبيين.
وبيّن سلامة أن مجلس الأمن كان عقيما، حيث انعقد 15 مرة دون أن يصدر قرارا بوقف إطلاق النار في ليبيا، لذلك جاءت الحاجة إلى مكان آخر يتم فيه مناقشة الوضع الليبي دوليا للوصول إلى هذا القرار، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الاتفاق حول كل التفاصيل قبل الدعوة للمؤتمر.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن الأمم المتحدة عقدت مع الجهات الدولية المعنية اجتماعات مكثفة في برلين وغيّرت نصوصا وفق ضغوط من عدة أطراف، وتوصلت بالنهاية لعقد المؤتمر في برلين.
وبشأن دعوة القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، إلى برلين، أكد سلامة أن أطرافا دولية عديدة ضغطت لدعوتهما وأنه لم يكن رأيه، موضحا أنهما عقدا اجتماعات مع أطراف دولية ثم تم إبلاغهما بنتيجة المؤتمر.
ضمانات تنفيذ مؤتمر برلين
وشدد المبعوث الأممي على وجود ضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، تتمثل في أن مخرجاته متفق عليها من قبل، وأن له مُلحق تنفيذي، وتم إبلاغ الأطراف الليبية تدريجيا بخطواته، وأنه جمع أهم الدول المعنية، كما سيتم التوجه لمجلس الأمن لإعطاء الاتفاق الشرعية الدولية، إضافة إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحولت إلى لجنة متابعة لتنفيذه.
لجنة (5+5)
وقال سلامة إن الأطراف الدولية ضغطت على المشير حفتر والسراج لتقديم لائحة أسماء لتشكيل لجنة (5+5) التي ستسير في الملف الأمني والعسكري، ومن أهم أعمالها تحويل الهدنة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار، ونزع السلاح، وتفكيك الميليشيات، وتنفيذ حظر السلاح، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وعن المسار السياسي، بيّن المبعوث الأممي أنه يقوم على انتداب 40 شخصا يذهبون إلى جنيف للتباحث في المواضيع العالقة، مثل الانتخابات ومسودة الدستور والحكومة المقبلة.
قوات أجنبية
وحول التصريحات الأوروبية بشأن إرسال قوات إلى ليبيا، قال سلامة “ليس هناك استعداد لدى الليبيين لقبول قوات أجنبية وليس هناك استعداد لدى مجلس الأمن لإرسال قوات، وأكد بوضوح “لا أرى قبعات زرق في ليبيا قريبا”.
ودعا سلامة الليبيين إلى تطوير فهمهم للسياسة الدولية وأن يتخلوا عن فكرة “العصا السحرية”، في إشارة إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على حل الأزمة الليبية.
وقال سلامة إن “المسؤولية اليوم تقع على عاتق الليبيين، وأمامهم فرصة ليتفقوا بسرعة وبحال أضاعوها فهي خطيئتهم”، مضيفا “سأجمع لجنة (5+5) وإذا اتفقوا بسرعة سأنفذ باليوم التالي”، معربا عن أمله في أن تتوصل اللجنة السياسية إلى حل خلال أيام.
“أردوغان والمرتزقة”
وبشأن الموقف من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ظل إرساله “مرتزقة” إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق، أكد سلامة أن أردوغان دُعي لأنه يهدد بإرسال سوريين إلى ليبيا، وتعهّد بعدم التدخل وإرسال مرتزقة، مؤكدا أنه يستطيع الآن محاسبة أردوغان بعد توقيع الاتفاق.
وعن مذكرتي التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق، أوضح سلامة أن مذكرة التفاهم الأمنية عقّدت بعض الأمور في ليبيا وزادت من التصعيد، بينما تمس مذكرة التفاهم البحرية مصالح دول أوروبية لاسيما قبرص واليونان.
وأكد المبعوث الأممي أن المذكرة الأمنية قد تتأكد أو تُلغى من قبل دولة ليبية موحدة، في حين مصير مذكرة التفاهم البحرية تحدده محكمة العدل الدولية لأن ليبيا وتركيا لم توقعا على معاهدة اتفاق البحار.
المقاتلون الأجانب
وكشف سلامة أن هناك مشروع ستتقدم به البعثة الأممية إلى لجنة (5+5) بهدف إخراج كل المقاتلين الأجانب من ليبيا، وهذا يشمل السوريين والآلاف غيرهم. وقال “الآن لدى الليبيين مظلة دولية لفترة من الزمن وبحال أسرعوا في المسارات الثلاثة فهم الرابحون”.
“سلاح النفط”
وشدد غسان سلامة على أن الليبيين يخطئون باستخدام النفط في النزاعات السياسية، معربا عن أمله في أن يتوصلوا إلى قناعة بأن النفط يطعمهم جميعا، مبينا أنه يسير بسرعة لإنجاز المسار المالي والاقتصادي والذي يضمن توزيعا عادلا للثروة، مؤكدا أنه يريد عزل النفط عن السياسة.
وأشار المبعوث الأممي في نهاية اللقاء إلى أن هناك اهتمام دولي كبير بتعزيز دور مجلس إدارة المصرف المركزي وتوحيده.