سلامة “متشائل” ليبياً.. ولا يستبعد “عودة القذافي”

218TV|خاص

عبّر المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة عن رفضه لتشبيه ليبيا بـ”الكونغو”، لافتا إلى أن ليبيا فيها “حياة طبيعية”، وأن هنالك بعض البؤر التي تنفجر فيها الصراعات من وقت إلى آخر، معتبرا أن مظاهر الحياة الطبيعية في أجزاء كثيرة من ليبيا هي “العنصر الإيجابي” في كل هذه الفوضى، لكن المبعوث الأممي الذي لا يزال يحاول “إطفاء الحرائق” في العاصمة وجوارها منذ نحو ثلاث سنوات بعد تكليفه أمميا بهذه “المهمة المعقدة” في ليبيا يرفض صرف “صورة متفائلة” لـ”مستقبل قريب” في ليبيا، فوفقا لسلامة لا تزال “التعقيدات كبيرة”.

المبعوث الأممي إلى ليبيا، والذي جاءت أقواله المقتضبة في مقال قصير نشره الصحفي اللبناني سمير عطا الله اليوم الأربعاء في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، قال إن إحدى أخطر المشكلات اليوم في ليبيا هي أن كل طرف من الأطراف المتصارعة يريد الحل السياسي كما يراه، وعلى طريقته، لافتا إلى أن البعثة الأممية التي يرأسها مهمتها “وضع الحلول لا فرضها”، واصفا ليبيا اليوم بأنها “بلد هجرته السفارات والعمل الدبلوماسي”، مشيدا بأن البعثة الأممية “بقيت وصمدت”، وأنها أبقت الحوار في ليبيا “قائما وموجودا” رغم حدة الصراعات في أكثر من بؤرة في ليبيا.

ووفقا لسلامة أيضا بحسب ما ينقله على لسانه مواطنه كاتب المقال، فإنه يأسف ويشعر بالحزن عندما ينظر إلى ليبيا ويجدها رغم “ثرواتها الهائلة” ومساحتها الجغرافية؛ تبدو “مهدورة الوحدة والخيرات”، لافتا إلى وضع خطير يُشكّله وجود نحو 800 ألف مُهاجِر يعيشون في ليبيا، عدا عن أعداد أخرى من “المرتزقة” الذين لم يُقدّر سلامة عددهم، ويشير إلى أنهم يعملون في “الحراسة الأمنية والقتال”، إذ يشير سلامة في الكلام المنسوب إليه إلى أن “المهاجرين والمرزقة يُشكّلون عبئا على ليبيا” في الوقت الراهن.

ولم ينف سلامة في الكلام المنسوب إليه وجود ما اصطلح على تسميته بـ”الحنين إلى نظام العقيد معمر القذافي”، لكن سلامة يفسر هذا الحنين بأنه يتعلق بـ”حنين الليبيين” لبعض أوجه ومظاهر الحياة التي فقدوها، بعد أن أنهكتهم الصراعات والتوترات، وأن ذلك حدث في كل الدول التي فقد فيها الناس “حياتهم الطبيعية”، وهذه الأمثلة تستطيع أن تجدها –وفق الكلام المنسوب لسلامة- في دول عديدة عانت من صراعات وحروب بعد سقوط الأنظمة فيها، لكن اللافت أن سلامة لا ينفي عودة محتملة لسيف الإسلام القذافي إلى الميدان السياسي في ليبيا، رغم إقراره بصعوبة ذلك، فوفقا لسلامة فإنه في السياسة تأتي “المفاجآت والمتغيرات” دائما.