“سلامة”: الليبيون قالوا كلمتهم.. والعين على “الأسرة الدولية”
عبّر المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، عن أمله في أن يُشكّل اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقّع بجنيف، بين طرفي النزاع في ليبيا، حدثًا تاريخيًا في مسيرة عودة السلام إلى ليبيا.
وحول احتمالية تربّص بعض الأطراف الدولية بهذا الاتفاق وسعيها لإفشاله؛ أكد “سلامة” أن الأمر أصبح بين يدي الليبيين أنفسهم، مشيرًا إلى أن توقيع الطرفيْن على الاتفاق، سيعقبه عمل لجان مشتركة لتنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها.
وأضاف: هذا ما يهمّ في هذا اليوم التاريخي، الذي قال فيه الليبيون إنهم سئموا من التقاتل وإنهم سيقومون بإبلاغ قرارهم إلى الدول التي تدعمهم من الخارج و تأكيدهم على أن موسم القتال قد انتهى”، مُبيّنًا أن ما يتم التركيز عليه الآن ومراقبته هو مدى تجاوب الأسرة الدولية مع مطالب الليبيين.
وأشار المبعوث السابق، خلال حديثه مع “العربية”، إلى أن الحرب الليبية لن تتم في يوم واحد وهو ما دفع للمضي في ثلاث مسارات “سياسي، عسكري واقتصادي” لحلّ الأزمة، مضيفًا أن الهندسة التي وضعت في برلين وتعثرت بالقتال لفترة من الزمن؛ عادت إليها الحياة اليوم.
وحول تشكيك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”صمود الاتفاق”، قال “سلامة”: تعويلي على الليبيين أنفسهم وليس على الأطراف الخارجية التي تعهدت في مؤتمر برلين بأنها ستوقف التدخل.. الآن جاءت ساعة الحقيقة، لابد للأطراف الخارجية أن تعود إلى رشدها وأن تقبل بما قبل به الليبيون.
وأوضح أنه لا يُشكّك في موقف المشير خليفة حفتر وفائز السراج من الاتفاق، واللذيْن منحا تفويضًا واضحًا لوفديهما لتوقيعه، مؤكدًا أن العنصر الليبي يُشكّل دورًا حاسمًا في هذه المرحلة، وأنه بحاجة لأخذه بعين الاعتبار من قبل الأطراف الدولية.
وبشأن بند سحب المرتزقة خلال ثلاثة شهر، ومدى قدرة الجهات المعنية على تنفيذه، أوضح المبعوث السابق أنه مثلما دخل كل هؤلاء المرتزقة إلى ليبيا في فترة تقل عن ثلاثة أشهر، يُمكن إخراجهم في ذات الفترة؛ طالما توفّرت الإرادة.
وشدد “سلامة”، في ختام حديثه، على أن الأطراف الليبية طلبت من البعثة أن تكون شاهدة على مراحل خروج هؤلاء المقاتلين من الأراضي الليبية، وهو ما ستعمل عليه البعثة للتأكد من خروجهم، معتقدًا أن هذا الأمر ممكن من الناحية العملية.