سكان طبرق انتبهوا.. كيف يبدو العالم وليبيا إذا ذاب جليد الأرض؟
يعاني كوكب الأرض من ارتفاع درجات الحرارة التي تتسبب بذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه الأمر الذي يهدد جُزرا ومُدنا كثيرة حول العالم. وتعرض جليد ضخم مؤخراً لذوبان في القطب الشمالي، بعد ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ عام 1880. ووفقاً لتقديرات نشرتها وكالة ناسا فإن 95٪ من هذه الزيادة الحالية جاءت بسبب أنشطة سلبية بشرية وبذلك يتفق معهم الغالبية الساحقة من العلماء. وارتفعت المحيطات بالفعل بمقدار 6 سم خلال القرن التاسع عشر، كما ارتفعت بمقدار 19 سم خلال القرن العشرين.
وقدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن استمرار ارتفاع مستويات البحار سيرتفع بنسبة مهولة قد تصل إلى 2.5 متر بحلول عام 2100.
وفي حال حدوث ذلك سيكون هناك عواقب وخيمة على جزر كاملة مثل جزر المالديف ومارشال وكيريباتي وتوفالو، بحيث ستُغمر كاملة في أعماق المحيط، وهنا يجب نقل سكانها لمكانٍ آخر. وتتوقع الإدارة الوطنية أن يكون هناك 150 مليون لاجئ من جميع أنحاء العالم عام 2050، وبحلول عام 2100 يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى ملياري شخص، أي 18٪ من سكان العالم في ذلك الوقت.
لكن ما نتائج ذوبان كافة جليد القارة الطبية، وجرينلاند، والأنهار الجليدية؟ في الواقع سيؤدي ذلك لارتفاع مستوى سطح البحر والمحيط حوالي 68 متراً، لكن التقديرات تقول إن ذلك بحاجة لخمسة آلاف سنة لكي يحدث، وإن حدث سيتغير شكل وخريطة كوكب الأرض كلياً.
من المناطق المتضررة أيضاً هي مدن في قارة أمريكا الشمالية، مثل فانكوفر، سياتل، بورتلاند، ومعظم سان دييغو ولوس أنجلوس ستكون تحت الماء، وسوف تتحول سان فرانسيسكو إلى جزيرة ومدينة سان خوسيه سيتم تدميرها من قبل الأمواج. بينما في أوروبا ستكون هولندا والدنمارك ومعظم أراضي بلجيكا تحت الماء كاملةً، وغرق شمال ألمانيا، واسطنبول تحت الماء. لكن وفقاً لخريطة نشرتها دراسة فإن مناطق مثل طبرق سوف تتضرر وتنحسر سواحلها لتُغمر بالمياه.
وكانت إحصائية كشفت عن كمية المساحات التي خسرها كوكب الأرض من اليابسة منذ عام 1961 بسبب تعرضها لعوامل تعرية التربة والكوارث الطبيعية والنزاعات الإقليمية. وأظهرت الإحصائية أن جزيرة سانت كيتس ونيفيس كانت أكبر الخاسرين بين دول العالم بعدما فقدت أكثر من 25% من مساحتها منذ عام 1961؛ بسبب تعرية التربة والكوارث الطبيعية، ولا سيما الأعاصير القوية لويس وجورج ولاني، التي ضربت الجزيرة في تسعينيات القرن الماضي. ودرس موقع الإحصاءات السياحية “ترافيل ستاتس مان” بيانات البنك العالمي لمساحات دول العالم ما بين 1961-2014.
الإحصائية شملت 223 بلداً حول العالم، وظهر أن 37 بلداً تم تسجيل تقليص في مساحاتهم، بينما انخفض إجمالي مساحات الأراضي بمقدار 94 ألف كم مربع. ولم تسجل ليبيا خسارة أي من أراضيها جراء عوامل التعرية والكوارث الطبيعية وارتفاع درجة الحرارة. وأظهرت الدراسة أن ليبيا حافظت على مساحة بلادها كاملةً ولم تخسر أي متر من أراضيها منذ عام 1961.
بينما خسرت السويد 0.73%، والعراق0.7%، وأذربيجان0.67%، وسلفادور0.62%، واليابان0.58%، وهولندا 0.27%.