“سفنز” و “مقروض” و “شكلاطه” بعيد “الوجع الليبي”
218TV.net خاص
أحلام المهدي
لملم “رمضان” أيامه ولياليه التي مرت على الليبيين بحلوها ومرها، وشدّ الرحال بعيدا، على وعدٍ بلقاء جديد في العام القادم، مع أمنياتٍ بأن تتزامن عودته مع عودة أشياء كثيرة هجرت أيام الليبيين، أما العيد فآتٍ لا محالة، سيزور كل البيوت في ليبيا، وسيستقبله الجميع، سواءَ استعدّوا لذلك أو لم يفعلوا، فكل الأبواب ستُشرع له، وكل القلوب.
وإن لم يجد كل الأطفال يرتدون ملابس جديدة، فسيجد ضحكاتهم التي قد تكون انتزعتها قطعة حلوى، أو بالون ملوّن، يستمتعون بملئه بالهواء كما بتفريغه منه، وإن لم يجد الحلويات الفاخرة، فسيجد “السفنز” و”الفطيرة”، و”المقروض” الذي يستعيد مكانته اللائقة به مع قدوم العيد، وسيجد “الشكلاطة”، حتى وإن كانت أرخص من الأنواع التي اعتادت الأسر تقديمها احتفاءً به.
سيأتي العيد، حتى وإن أدّى الليبي صلاة العيد في “زبونه” القديم، لأن الأسعار والسيولة حرماه من اقتناء آخر جديد، سيأتي العيد ليكون الغداء “مقطّع باللبن” في بعض مناطق الشرق، و”مقطع بالقدّيد” في بعض مناطق الغرب، سيأتي العيد، وإن اكتفى من كان يقدّم لأمه الذهب بالملابس، ومن كان يقدم الملابس لجدّته بشيءٍ من البخور والحنّاء، سيستقبل الليبيون العيد كما يجب، أما صفحة الطوابير والأسعار والمعاناة، فستطوى إلى حين، على أمل أن تطوى للأبد، من ذاكرة شعبٍ لازال يتمسّك بالحياة في قلب المحنة.