الحريري يمنح شركاءه 3 أيام لتقديم حلول لأزمة لبنان
لكأن نيران الحرائق التي التهمت غابات الأرز في لبنان قبل يومين، أشعلت معها نار الغضب الجماهيري، ليخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة بيروت وعموم المدن والمناطق اللبنانية، احتجاجا على مظاهر الفساد والوضع الاقتصادي الذي بات خارج قدرتهم على التحمل، وقد كانت شرارة هذه الاحتجاجات قرار الحكومة بفرض ضريبة على بعض تطبيقات الاتصالات، ولم ينفع إلغاؤها القرار في إعادة الجموع الغاضبة لمنازلها.
المحتجون أغلقوا الطرق وأشعلوا الإطارات، ورفعوا شعارات مطالبة بإسقاط النخبة الحاكمة بكافة رموزها، محملين إياها وزر الوضع الكارثي الذي وصل إليه اقتصاد البلد، كما طالبوا بإسقاط حكومة سعد الحريري، وكان اللافت في التظاهرات اشتراك معظم فئات الشعب من مختلف الطوائف والدوائر، ووصل قسم منهم إلى مشارف قصر بعبدا الرئاسي.
الحريري خرج بخطاب، أعلن فيه تأييده لمطالب المحتجين وتحركهم السلمي، مؤكدا أن فرض الضرائب والرسوم لا يشكل حلا لأزمة ممتدة منذ سنوات طويلة، ومحملا أطرافا سياسية بعينها مسؤولية عرقلة أي إصلاحات في البلد عبر ما أسماه الاستهداف السياسي وتصفية الحسابات، مانحا تلك الأطراف مهلة اثنتين وسبعين ساعة لتقديم رؤاها للحلول، دون مواربة أو إشعال الشارع الذي لا يحتمل أي مضاعفات، وإلا فسوف يتبنى نهجا مختلفا، لكنه لم يلمح لتقديم استقالته.
وعقب الخطاب تواصلت الاحتجاجات وشهدت اشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، سقط إثرها جريحان من قوى الأمن والجيش، وقطع المتظاهرون طريق المطار في الاتجاهين.